«منقاش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

«المِنقاش» في لهجتنا الدارجة، يعني الملقط، يستخدم لاستخراج الفحم أو التقاط الخبز، كما أن له أصلاً في اللغة، فيقال نقش وانتقش، أي أزال الشوكة بالمنقاش، ومنه الحديث النبوي الشريف «تعِس وانتكَس، وإذا شيكَ فلا انتقشَ»، أي إذا أصابته شوكة، لا تهيأ له أسباب خروجها، وبعد هذه المقدمة اللغوية، ما أخبار منقاشنا.. وهل يؤدي عمله كما يجب؟ أم أن الشوكة الغائرة في دواخلنا لاذت عميقاً، ولم نعد نُلقي لها بالاً؟.

ورغم أن الإجابة تستتر خلف المواقف، نرصد هنا ما قد يسعفنا على فهم «فقه المنقاش»:

«المنقاش الأول»، يحذر أن جيف الإشاعات المغرضة التي تفوح بين أروقة وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم، لن يثنيها أي رادع أن تنتشر كالنار في الهشيم، بغرض زيادة المتابعين على حساب الحياة الخاصة للمشاهير، أو من جعلناهم كذلك، لعبة خاصة لا تخضع لمنطق الأخلاق، أشخاص فارغون تماماً بالمعنى الضمني والصريح، يعبثون بحياة الآخرين، حتى يطفح الكيل، لتعج قضاياهم في قاعات المحاكم بعد ذلك. فلو كان هؤلاء «الشرذمة»، يمتلكون المنقاش.. كم شوكة افتراء سينقشون من ألسنتهم السليطة، وأياديهم المنشغلة كل حين بنقر حروف الكذب، والأهم، هل سيبالون؟.

«المنقاش الثاني» واقعي نوعاً ما، ويتساءل هل ستعفو عنا ضمائرنا ؟، وهو سؤال ملحٌ جداً في زمن متبدل، فالمشاحنات التي تشوب علاقاتنا الاجتماعية، وتؤثر على تماسكها، تجعلنا نفكر كل يوم، هل ظفرنا بالنصر أم لا، وهل هذا ما نريده؟ ليتساءل المنقاش من جديد، كم حزناً سينتشل، وكم روحاً مرهقة سيسعف..؟ مناشداً «بعض» القراء أن يرأفوا بحاله..!

أما «المنقاش الثالث».. فقد أحيل للتقاعد منذ وقت طويل، مؤمناً بالمثل القائل «إنَّ الذي لا يجرؤ على فهم الشّوكة، يجب ألّا يشتهي الوردة»، فارتاح حاملو المنقاش، وعاشوا حياة هانئة. وللحديث بقية.

Email