لماذا تنتشر مظاهر البؤس في العالم؟ (1 - 3)

بدعوة كريمة من إحدى مؤسسات الأبحاث العالمية، حضرت اجتماعاً افتراضياً مع مجموعة من رجال الأعمال من عدة دول، وكان محور الاجتماع هو معالجة تداعيات كورونا، خصوصاً في دول العالم الثالث.

كان المشاركون من قارات مختلفة، وتم تبادل وجهات النظر الكفيلة بإيجاد حلول تخدم الشعوب التي تعرضت حكوماتها لنكسات اقتصادية مؤثرة بعد الجائحة، رغم أنها تعاني بالأساس من (نكسة اقتصادية مزمنة) تختلف الأسباب وراءها من سوء إدارة أو فساد أو حروب أو كوارث طبيعية، ولكنها تتشابه في التأثيرات الاجتماعية على الشعوب.

مداخلتي كانت حول ما قامت به دولة الإمارات من جهود في تخطي الجائحة، بحيث كانت عواقبها في حدودها الأضيق وتداعياتها لا تكاد تذكر في جميع الجوانب، وذلك كان بسبب سرعة اتخاذ القرارات الحاسمة من قبل شيوخنا الكرام وللتكاتف المجتمعي وتعاون الجميع للحد من المخاطر والالتزام بمقررات الجهات العليا.

دولة الإمارات وبشهادة جميع المشاركين تفوقت على جميع تلك التحديات بكل عزيمة وإصرار ومتابعة يومية من قبل شيوخنا الكرام الذين سلموا الأمر لأصحاب التخصص من الأطباء والعلماء، وكانت قرارات شيوخنا الأفاضل مبنية على معطيات علمية واقعية ومثبتة، وأثبتت الجائحة أنه لا صوت يعلو فوق صوت العلم.

أيضاً كانت هناك توجيهات صارمة ودقيقة من شيوخنا الكرام بالتعاون مع الجميع ومنح الإعفاءات للتخفيف من إجراءات وتكاليف الرسوم والإيجارات والمستحقات المالية، وقد سمعت عبارات التقدير على جهود وإنسانية دولة الإمارات من جميع المشاركين، غير أن السؤال الأبرز كان في تلك الأمسية، هو لماذا تظهر مظاهر البؤس في عدة دول حول العالم، وخصوصاً في منطقتنا المجاورة؟ ولماذا لم تستطع دول مختلفة التصدي لتلك الجائحة بالشكل المطلوب؟ وفي الأساس لماذا تعاني تلك الدول من مظاهر بؤس دائم؟ رغم أن بعض تلك الدول تمتلك مقومات وثروات وطنية يمكن أن ترفد شعوب تلك الدول بما تحتاجه وتغنيها عن طلب المساعدة من دول ومنظمات أجنبية؟