اترك لهم مساحة للشعور بالإنجاز

ت + ت - الحجم الطبيعي

البعض مهموم بالدقة، ويتعب نفسه للتأكد من كل شيء، ويرهق عقله بتتبع مختلف المهام، وإن كان رب أسرة داخل منزله أو كان مديراً أو رئيس مجموعة عمل، فالسلوك هو نفسه وطريقة إدارته ورؤيته للمهام والأعمال هي نفسها، بمعنى تدخلاته في كل الجوانب صغيرها وكبيرها ستكون ملاحظة وماثلة، ولا يمكنه تجاوز جزئية ما دون عملية التدقيق والتأكد. صاحب هذا المنهج الحياتي والطريقة في التعامل مع مهام الحياة، يجلب عدة مشاكل وصعاب، فضلاً عن التعب النفسي والإرهاق الذهني الذي يتكبده بحق نفسه، هو يتسبب بسوء الظن تجاهه، وتفهم تصرفاته بطريقة مغايرة لما هو نفسه يريده ويتمناه، بمعنى قد يفسر البعض حرصه الشديد ودقته المبالغ فيها، بأنه لا يثق بهم، ولا بقراراتهم ولا بعقولهم، وأنهم ليسوا أهلاً للمسؤولية، وهو في حقيقة الأمر بعيد تماماً عن مثل هذه النظرة، بعيد تماماً عن الحكم على الآخرين أو تصنيفهم. لكنه مجتهد ويعتقد أنه بهذه الطريقة يقدم خدمة جليلة، سواء داخل أسرته عند التعامل مع أبنائه، أو في مقر العمل عند التعامل مع الموظفين. يجب أن نعطي الآخرين مساحة للتحرك والإبداع والتميز، يجب أن نضع خطوطاً عريضة وخريطة عامة نسمح من خلالها بأن يعمل كل واحد وينتج ويتحرك بعفوية ومهارة، والمهم أن تكون النتائج إيجابية وناجحة وملهمة. القائد العسكري في الجيش الأمريكي، جورج إس باتون، الذي قاد الجيش الثالث أثناء الحرب العالمية الثانية، والذي انتصر في معظم المعارك التي خاضها، له كلمة توصف هذه الحالة، حيث قال: لا توجه الناس دائماً إلى كيفية أداء أعمالهم، أخبرهم بالمطلوب وسيفاجئونك بابتكاراتهم. أبلغ أبناءك أو موظفيك بالمهمة والنتائج التي ترغب أن تتحقق، واترك لهم حرية التنفيذ وطريقة العمل، اسمح لهم بالإبداع وابتكار حلول وطرق عمل جديدة، اسمح لهم بالإنجاز وفق طريقتهم.

Email