ألم الفقد

ت + ت - الحجم الطبيعي

سريعة تمر الأيام في حياتنا، نقترب فيها من الناس، نبني مع كثير منهم علاقات اجتماعية، نزرعهم في قلوبنا، ونسقيهم بماء الحب، ولا نتخيل تلك اللحظة التي نفقدهم فيها، وما أن تحين حتى نقف عند حدود الألم الذي يوجعنا كثيراً، رغم محاولاتنا الدؤوبة تجنّب الدخول في دوائر الألم، ولكنا نعيش مواقف لا يكون أمامنا سوى خيار إلباس قلوبنا رداء الحزن، على أحباء رحلوا عنا، بعد أن كانوا منارات تضيء الطريق أمامنا، ومع رحيلهم نشعر بأن ليالينا أصبحت باردة، ونهاراتنا شاحبة، وكلما لاحت صورهم أمام أعيننا تشعرنا بألم الفقد.

عندما يبسط الفقدان يده، لا يمنحنا متسعاً من الوقت لأن نكحل أعيننا بضحكات من نحبهم، وأن نستمع لأصواتهم وهمساتهم، وأن نخبئها في قلوبنا ونخزنها في ذاكرتنا، قبل أن يمضوا في طريقهم من دون رجعة، حيث يضعون رحالهم عند رب كريم، تتسع رحمته كل شيء. يبكينا الفقد كثيراً، نتمنى لو أنه لا يحل، ولكنها سنة الله في الأرض، فهناك أناس نشعر بغيابهم كثيراً، مع رحيلهم نشعر بأننا فقدنا جزءاً من أنفسنا، ونتمنى أن يعودوا لنا مجدداً ليدركوا كم نحبهم، وكم نشتاق إليهم، وحجم الفراغ الذي خلفوه وراء ظهورهم، ليعرفوا بأنهم كانوا لنا سنداً وعضيداً نشد به ظهورنا.

تجربة الفقدان مريرة، وفقدانك يا شيخ حمدان بن راشد آل مكتوم كان صعباً علينا، فقد عرفناك شخصية استثنائية، اتسع قلبك فضم كل الأيتام والفقراء، وسال عطاؤك نهراً سقى بقاع الأرض التي أقمت بين شرقها وغربها جسوراً، عمادها التسامح والمحبة والثقافة، ورفعت راية التعليم عالياً، وأينما حللت كان الخير يجري أنهاراً، رحمة الله عليك، فقد كنت لنا أباً رحيماً وعطوفاً، وإن غبت عنا جسداً، فاسمك خالد في قلوبنا جميعاً.

مسار:

اترك مساحة في ذاكرتك لمن تحب، حيث فقدانه موجع جداً.

 

 

Email