لم تتعلم هذه القيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعتقد أن مفاهيم مثل التفاؤل والأمل والاطمئنان، ونحوها باتت شديدة الحاجة والأهمية في هذا العصر تحديداً، لماذا؟ لأننا نعيش في رتم يومي متسارع وشديد الحركة والتغير، ووسط هذه الحالة تكثر الإحباطات وتتزايد حالات التشاؤم ويفقد كثير من الناس الأمل، الأمل بالنجاح.. بالإنجاز.. بالتميز.

إحدى الصديقات، التي كانت زميلة الدراسة في المرحلة الجامعية، تمكنت من التفوق علينا جميعاً ثم تجاوزتنا، فقد عرف عنها الجد والمثابرة والاجتهاد، وأنهت دراستها الجامعية من العشرة الأوائل، التقيتها قبل فترة من الزمن، لم تكن هي الصديقة المجدة ولا هي الصديقة المثابرة ولا هي تلك الفتاة الذكية المتحفزة بنشاط وذكاء للمستقبل، كانت واحدة أخرى تماماً، إنسانة محبطة، فاقدة للأمل، والمشكلة أنها تقول بأنها فهمت الحياة الآن.

لقد كانت كل شيء، كانت مشروع عبقرية واعدة، كانت مشروع مبتكرة قادمة، كانت مشروع ملهمة للمستقبل، لكنها لم تتعلم قيم الصبر والتحمل والتفاؤل والأمل والثقة والإيمان بقدراتها أمام صدمات الحياة وعقباتها، تعلمت أموراً كثيرة لكنها فقدت العزيمة في أهم لحظة من حياتها، وفي أهم وقت، فانكسرت بسهولة وتراجعت ببساطة، وكأن إحباطها كان سهلاً جداً، توقفها عن إكمال مسيرتها خيار متاح توجهت له بعفوية ودون أي شعور بالذنب. لقد كانت أسرتها داعمة، ولم تعانِ من ظروف قاهرة.

مشكلتها الوحيدة أنها لم تتعلم قيم ومفاهيم مهمة جداً، مثل الأمل والتفاؤل والثقة بالنفس ونحوها، وكما قالت المؤلفة والملهمة هيلين كيلر: التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز. لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة، غذوا أبناءكم وأطفالكم بهذه القيم والمفاهيم مبكراً وفي مراحلهم العمرية الأولى، فقد تكون سندهم أمام مطبات الحياة، وسدهم أمام التنمر والإحباطات، ودفاعهم الوحيد في مواجهة قسوة الحياة ومشاكلها.

Email