مناجاة

ت + ت - الحجم الطبيعي

طرقت باب الرجا يا رباه، واختصرت على نفسي كل الطرق، بابك يفتح مغاليق الأسى، لأستريح من عناء الحياة والبلايا، هنا الراحة وكيف برضاك عني، فإذا رضيت أدهشني عطاؤك، يا كريم يا منان يا حنان، هنا أخط بدموعي قوافي القصيد، والمداد ينهمر قبل الحروف، وفي القلب ثقل والشعور وصفه تخطى الخواطر والشعر، يا الله أنت مجيب المغيث، أغث روحي وأزح عنها غمامات حجبت عني المزن والمطر، فإن عجز الدعاء عن الوصول فهل بمحطات فرج أستنير بها لمسارات الهدى، فكيف أبعث رسالاتي وأنت أعلم بخبايا النفس قبل البوح والشجن، أنرت ظلمة المكان بكتابك لجلاء حزني وهمي، ونفثت على جسدي هالة تقيني شرور الأنس والجن، وطال الوقوف بين يديك وما زلت صامدة، فأنا عبدك الصابر والصبر ملّ مني، ولي في القادم نية لزيارة بيتك المقدس لأرى تلك الهيبة الربانية التي تصغر الدنيا بعيني وأستزيد روحانية، وأعيش بأحلام قد تكون منايا خالدة في نفسي لحين تقول لها كن فتكون، عزمت الرحيل من مكان طابت منه النفس بالبقاء، وأستخيرك بقدرتك وأنت القادر، وأنت العالم بحالي وحياتي، وعمري أيام وسنون تنقضي وتتساقط كأوراق الخريف، فهل لي من رصيد باقٍ، والباقي أنت، فاجعل ما تبقى من عمري مزهراً بروحي، وأبعد عن طريقي ما تتعثر به خطواتي، أجتاز تحديات الحياة بالتوكل عليك.

يا ليل سكونك راحة، وسوادك يخفي عن المرائي مناجاة الباري، فوضت أمري إليك وأنت بصير بالعباد، وأنين ابتهالي وسهام الليل لا تخطي، أعانق دجى الليل هو نور لوجهي وهداية لقلبي، وفجرك يبشرني بالنور التام يوم القيامة، هذي محطات تشفي هموماً وغموماً، استنجد بها واترك متاهات البشر، وكن أنت طبيب نفسك، البلايا تكفير ذنب، تصحيح مجريات الحياة، ورفعة لنا، لا تستهن بتلك التحديات فهي في ميزانك ثقلها مع الصبر، غيّر في برنامجك الروحاني لترزق حسن الخاتمة من دار ممر، هنا طابت النفس عن ملذات زائلة بالغدو والآصال نناجيك ربي.

 

 

Email