صرخة بيروت

ت + ت - الحجم الطبيعي

لبنان تصرخ، ففي بيروت سال الدم، وتمزق اللحم أشلاء، هي قطعة من الأرض العربية احترقت، والقلوب تدميها حزناً فأين المفر، لك الله يا حضارة وشرفة على البحر تتنفس، أصبحت خراباً تبكيها حروف القصائد، وأغانيها كانت بالأمس تزهرها، واليوم ترثيها، سكين الغادر يوماً ما ترد في كيد نحره ليرد الثأر.

فأين خبز أمي وصباحاتي ولعبة طفلي، واحتساء قهوة الصباح، التي تعيد للعقل صوابه ليستوعب ما حدث، حديث الأمس والصباح والصحيفة والمذياع والتلفاز، ووسائل التواصل ترسل المزيد، لنستزيد رعباً من أفواه القنابل والدخان وأصوات العاجزين عن النهوض، تكتسي بحلة ممزقة محترقة ومهترئة، وخطوات عاجزة، وأخرى أعيقت عن الحركة والبقية لا وجود لهم إلا في علم الله، بالأمس تغنيكِ فيروز، ويتغزل فيك الشاعر والكاتب، وحان الآن رثاؤك بمداد دم الجريمة.

قفي لبنان نحن معك بإنسانيتنا نعمر ما دمر ونبني إنساناً تحطم، انتشرت التظاهرات، وتشرد معظم الأهالي، واشتعلت النار في القلوب من أجلك لبنان، ورفع حبل المشنقة في وجه كل آثم، بعد أن ظهرت حقيقة الكارثة، التي أودت بحياة المئات من القتلى الأبرياء، لبنان تحتاج إلى ترميم الإنسان قبل الأرض، وإعمارها لتسري الحياة فيها كما كانت، قد تكون المساعدات الدولية تمنح شيئاً لطفل قد عاش أهوالاً ومآسي.

ولكنها لا تغير في الأذهان ما علق من أهوال الكارثة، ليقف على رصيف الحياة يناشد العالم أين الحقوق الإنسانية؟ أين الأمان؟ وأين الحضارة، التي شيدها الأجداد؟ أين الوحدة العربية؟ كل يوم أخبار على صفحات الصحف والجرائد ومراسلين صحفيين، وهل من جديد يرفع الهامات، لبنان تحتاج إلى وقفة لاسترداد الحقوق قبل كل شيء.

Email