معايشة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أيام، انتسبت وزملاء من 11 دولة عربية مختلفة لبرنامج «فرسان التسامح» برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب. تفاجأ أحد الإخوة المشتركين بحضور وزيرين لهذه الورشة إذ إنه كما ذكر لم يقابل وزيراً في حياته.

علق أحد الحضور من المقيمين في الدولة أن هذا ليس بغريب في دولة الإمارات العربية المتحدة وأخذوا يتجاذبون أطراف الحديث ليؤكدوا أنهم كمقيمين في الإمارات قد لاقوا شيوخ الدولة الذين استضافوهم بكل مودة في مجالسهم.

علّق أحدهم أنه في مجالس الشيوخ ترى الناس بكل أجناسهم، أديانهم، أعراقهم وألوانهم. يجتمعون تحت سقف المحبة تأويهم جدران التفاهم المرفوعة بأعمدة الانسجام يتحدثون بمودة ويشعرون بدفء القبول الذي يغشاهم من الجميع.

الإمارات نعمة ومثال يحتذى به في المعايشة والتسامح إذ إنها حاضنة لكل الجنسيات والأديان وملجأ للإنسان والأوطان. نحب الجميع ومنهجنا أن نتميز مع الجميع لا عليهم. نحمل مقولة أبينا زايد شعاراً «التسامح واجب، لأن الإنسان إنسان في المقام الأول، خلقه الله إن كان مسلماً أو غير مسلم».

ولنحقق التسامح لا بد من أن نتعايش. سُئِلنا في بداية الورشة عن معنى معايشة. باعتقادي حتى تفهم معنى معايشة يكفيك أن تنغمس في أول ثلاثة أحرف منها. عندما نكون معاً في التطوير والتعمير سنتعايش. عندما نتكاتف معاً في التصدي للمصائب والنوائب سنتعايش.

عندما لا نقصي أحداً بسبب لونه أو اعتقاده بسبب شكله أو قبيلته أو غيرها من الأسباب، نصبح في معيّة الواحد الأحد. في معيّة الله الذي قال في محكم التنزيل «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا * إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ * إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» «الحجرات: 13».

 

Email