إحساس كالجليد

ت + ت - الحجم الطبيعي

امشِ بين الثلوج، وتحمّل تجمُّد المكان، لأنك تحتاج أحياناً تجمُّد مشاعر أنهكت قواك من التفكير، خطواتك الجليدية قد تعلمك الصبر وتنسيك ما أشعلته الأيام من هموم ومواقف، أجواء الجليد تنسيك ماضي أحرقك بلهيب منغصاته.

تلمس قطعة الثلج لتتعلم منها جليد الإحساس، عش أجواء باردة والبس معطفاً يحميك من تقلبات الأجواء والأيام والأشخاص، ولا تبالِ بمن لم يقدر معروفك، أو طعنك بسكين غدره، خذ الأمور من المواقف، العصر الجليدي يلهمك إحساساً متجمداً، يضع موازين الأشخاص والمواقف، لتستعد لعصر جديد بمقادير وموازين مختلفة عن ماضٍ علّمك من تجاربه الكثير من الخبرات والحكم والمواعظ، وتضع كل شخص في مكانه المناسب، وتعلّم فن التجاهل من أجل نفسك وأعصابك ونفسيتك ووقتك الثمين.

بهدوء الليل وسكونه تعلّم التفكير الهادف، كن هكذا ساكناً، فالصمت أبلغ من الكلام والضجيج، وتعلّم من الشمس الأمل، ليشرق دستورك الجديد في الحياة، ومبادئك السمحة التي تقودك إلى التقدم من دون ضوضاء تلوث نفسيتك، لا تعاتب ولا تغضب ولا تجارِ من هم دون مستواك العقلي، كن مترفعاً بعقلية تلهمك أنك حكيم ولا يسعك سوى بيتك وأماكن ما زالت تأخذك إلى صفو الحياة، لا تنسَ في جليد أجوائك أن تكون مستعداً لمرحلة جديدة يذوب فيها كل الجليد.

تستشرف المستقبل المقبل لتعيش الحياة بجودة، ابنِ جسر الأمل فوق بحيرة اليأس تعبر عليه ليصلك إلى مكان جديد من الحياة، لتكمل مسيرة أيامك لا تَلُم الأقدار ولا الأيام، فقط جدد عهدك مع نفسك، لتقدر ذاتك، لا تمحُ سجلك الماضي، ضعه على رف الأيام مرجعاً لكل من أراد أن يتعلّم، وابدأ عهدك الجديد بكل ثقة.

لم يتبقَ من العمر لتخسره في معارك طاحنة للنفس والوقت، فوقتك ثمين، ارتقِ فيه في كل جوانب حياتك، ولا تبالِ بالبشر، كن أنت من يصنع الفارق وجلّ اهتمامك نحو جودة حياتك، تلمسْ أجود المواقف في كل نواحي حياتك، كن مفتاح الخير، وصانع الأمل، وتلمّس دروب الخير لتنعم، واتعظ من محطات الحياة المختلفة كأنين المريض، وقيد السجين، ودمعة اليتيم، وشتات الحروب، وحاجة الفقير.

كن مواسياً، فاعلاً للخير، ولا تَبُحْ، فإذا امتلأ السجل، فسيفيض عن كنوز تنتظرك في وقت آخر ومكان آخر ويوم آخر وعمر آخر.

Email