دبي تتوسع والعين على الجنوب
من المتوقع تزايد الاهتمام وزيادة وتيرة الاستثمارات في دبي الجنوب بعد الإعلان عن المرحلة الثانية من توسعة مطار آل مكتوم الدولي «دبي ورلد سنترال» باستثمارات ضخمة بقيمة 128 مليار درهم، حيث من المنتظر أن تتحول المنطقة وجوارها إلى مركز حيوي واقتصادي جديد يضاف إلى المراكز المتعددة التي استحدثتها دبي سياحياً وصناعياً وتجارياً.
إن إنشاء مطار هو الأكبر عالمياً سيساعد على استقطاب تدفقات استثمارية كبيرة ويخلق الكثير من الوظائف ويسهم في إنعاش المنطقة وكذا المناطق المجاورة.
كذلك، سيؤدي بناء مبنى الركاب الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، إلى تعزيز الطلب على العقارات السكنية والتجارية ومساحات التخزين في المنطقة كما في مدينة إكسبو دبي، بالتزامن مع نشاط لافت متوقع للضيافة والسياحة في منطقة يتوقع أنها ستضم نحو مليون شخص خلال السنوات العشر المقبلة. ومع الطلب المرتفع وتكثيف عمليات البناء، يتوقع أن يساعد ذلك في استمرار حالة الانتعاش والأداء القوي لقطاع العقارات في الإمارة.
وإلى جانب القطاع السكني، سيشهد الطلب على المساحات التجارية مزيداً من الارتفاع على المدى المتوسط، خاصة في الجنوب بسبب الطلب المتوقع من الشركات المرتبطة بأنشطة المطارات، ما قد يدفع المطورين إلى زيادة التركيز على منطقة الجنوب في دبي في المرحلة المقبلة وإطلاق المزيد من المشاريع هناك.
وبالأرقام، شهد الربع الأول من العام 2024 تسجيل معاملات بيع الوحدات السكنية في دبي زيادة في القيمة بنسبة 16% وارتفاع في الحجم بنسبة 20% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ليستمر سوق العقارات في دبي في التفوق على أسواق مدن عالمية، مثل نيويورك ولندن وهونغ كونغ، بينما لا تزال أسعار العقارات في دبي أدنى بما يتراوح بين 20% وحتى 80%، مع عدم وجود أي علامات على التباطؤ في الأفق، حيث يتوقع الخبراء استمرار ارتفاع أسعار العقارات في الإمارة بنسبة تتراوح بين 5 إلى 7 % سنوياً خلال عامي 2024 و2025، مدفوعة بارتفاع الطلب الذي يفوق العرض المتاح. وفي عام 2024، من المقرر تسليم الكثير من المشاريع الجديدة، ما يعزز النمو السنوي للقطاع ويقدم فرصاً واعدة لتحقيق عوائد على الاستثمار.
وفي ظل استمرار الجهود الحكومية لدعم القطاع العقاري، والمضي قدماً في توسع المدينة التي بدأت مسيرة لا تتوقف من النمو والتطور، من المهم توجيه دعوة للجميع للاستثمار والمشاركة، وأن يكونوا جزءاً من عملية التوسع وبناء مستقبل يبدأ اليوم بدلاً من أن نقف متفرجين أمام مدينة اقتحمت المشهد العالمي بقوة، وأصبحت عنواناً ومقصداً للأمان والتطور والرفاهية.