محمد بن زايد مدرسة عالمية للعطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسيرةُ عطاءٍ مستدامة، يحمل رايتها فارسٌ إنسانيٌّ قل له نظير، لتمتد أياديه البيضاء إلى مختلف أصقاع الأرض، يساعد المحتاجين، ويساند المتضررين والمنكوبين، ويطلق المبادرات لعلاج المرضى وإغاثة الملهوفين، ويقف بجانب الشقيق والصديق وخاصة في أوقات الشدائد والملمات، حتى سطر التاريخ اسمه بحروف من ذهب وهو يتصدر ركب فرسان الإنسانية والعطاء، إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، الذي كانت لجهوده وإسهاماته أبلغ الأثر في التخفيف عن معاناة الكثيرين حول العالم، ولاقت هذه الجهود الإنسانية المباركة إشادة الجميع، ولذلك لم يكن غريباً حصول سموه قبل أيام قليلة على جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية» من برلمان البحر الأبيض المتوسط، تقديراً لجهوده وإسهاماته التي بذلها في خدمة البشرية.

إن هذه الجهود والإسهامات نابعة من قيم جليلة راسخة كرسها سموه عبر مسيرته المباركة، كيف لا وقد تخرج سموه من مدرسة زايد الخير، طيب الله ثراه، الذي كان مثالاً ملهماً للبذل والعطاء والجود والسخاء، سبَّاقاً في ميادين الخير والبر والإحسان من دون حساب، امتد خيره إلى القاصي والداني في كل مكان، وها هو اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، يواصل هذه المسيرة المشرقة، ليكون بحق خير خلف لخير سلف، إيماناً بأن الإنسان جدير بأن يحب الخير لبني جنسه، وأن أحب الناس إلى الله تعالى منزلة ومكانة ومحبة أنفعهم للناس.

ومن هذا المنطلق تعددت جهود وإسهامات سموه، فشملت شتى الميادين والمجالات، ومن أهمها الميدان الصحي، فإن حاجة الإنسان إلى الصحة السليمة من أعظم الحاجات، ومكافحة الأوبئة والأمراض التي تفتك بالناس من أعظم المطالب والغايات البشرية، والإسهام في ذلك من أنفع الأمور، ويعتبر سموه أحد أكبر المساهمين في المبادرات المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية، وتخليص الدول والمجتمعات منها، وخاصة الدول الفقيرة التي تعاني من مثل هذه الأمراض، مثل: شلل الأطفال والملاريا، وغيرها من الأمراض التي تفتك في العالم، وفي هذا الصدد أطلقت دولة الإمارات المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد)، من خلال شراكة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وهي المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة والتي تعنى بهذا الشأن، وأطلق سموه صندوق بلوغ الميل الأخير، والتي تصل مخصصاته إلى نحو 500 مليون دولار أمريكي لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة أفريقيا.

كما اهتم سموه اهتماماً كبيراً بأمر لا يقل أهمية عن الصحة والسلامة، وهي المياه، فهي أساس الحياة وجوهرها، والعالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً يتعلق بندرة المياه وشحها، وفي هذا الصدد أطلق سموه «مبادرة محمد بن زايد للماء»، والتي تعنى بتعزيز الوعي حول أزمة ندرة المياه، وتكريس الاهتمام بها، والتشجيع على إيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة لعلاجها، وهذا يدل على عناية سموه الكبيرة بالأولويات، واهتمامه البالغ بما تشتد الحاجة إليه.

كما حرص سموه ويحرص دائماً على الوقوف مع المجتمعات في الأزمات الطارئة التي تصيبهم، سواء عبر تقديم المساعدات الإغاثية أو المساهمة في جهود إعادة الإعمار والتأهيل أو غير ذلك، وفي هذا الإطار أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات لمساعدة المنكوبين والمتضررين من الكوارث والصراعات وغيرها، مثل مبادرات الفارس الشهم ومبادرة تراحم من أجل غزة ومبادرة طيور الخير والمبادرات التي تعنى ببناء المستشفيات الميدانية والعائمة في تلك المناطق، واستقدام المرضى للدولة لتوفير العلاج لهم، وغير ذلك من الجهود والمساهمات الكثيرة والمتنوعة.

إن الكلام على الجهود الإنسانية لسموه وما يطلقه من مبادرات لا يمكن حصره في هذا المقال، فهي جهود متنوعة شاملة، وهي كالبلسم على الجراح، وكل ذلك يؤكد أن سموه مدرسة عالمية في البذل والعطاء ونفع الناس، مدرسة إنسانية جليلة يتعلم منها أجيال الحاضر والمستقبل أبهى القيم، قيم الإنسانية والتكافل الاجتماعي نهجاً وسلوكاً، وها هي جهود سموه كالشمس المشرقة التي تنثر إشراقاتها في مختلف أرجاء المعمورة، لترسم بسمة هنا، وتجلب سعادة هناك، نسأل الله تعالى أن يجزي سموه خير الجزاء، وأن يبارك في عمره وعمله، ويجعله ذخراً لنا وللبشرية جمعاء.

 

Email