فاتني توقيع كتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظراً لوجودي خارج الإمارات خلال فترة إقامة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي اختُتِم يوم الأحد الماضي، فاتني حضور فعاليات المعرض، كما فاتني التوقيع على كتابي «قال الراوي.. تأملات واستنباطات وحالات تأثر» الصادر حديثاً عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بدعمٍ مشكورٍ من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.

بحثت عن بدايات حفلات توقيع الكتب في العالم فلم أعثر على بداية محددة لها، حيث أشارت المصادر إلى أن تاريخ التوقيع على الكتب يمتد إلى العصور القديمة، عندما كانت الكتب تُكتب باليد على الجلود وغيرها، وكان التوقيع وقتها يُستخدَم لاستدراك الكاتب أو بيان النقاط المهمة في كتابه. لكن ظهور الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي أدى إلى تغيير جذري في توزيع الكتب وتوفيرها لجمهور القراء، الأمر الذي غيّر مفهوم توقيع الكتب، فأصبح الكُتّاب يوقعون نسخاً من كتبهم للأحبة والأصدقاء والأشخاص الذين يعرفونهم ويهدونها إليهم، معبرين لهم عن عواطفهم، وعن تمنياتهم لهم بقراءة ممتعة. ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى تنظيم حفلاتٍ لتوقيع الكتب في دور النشر والمؤسسات الثقافية ومعارض الكتب، وأصبحت هذه الحفلات شائعة في الغرب قبل أن تنتقل إلى عالمنا العربي، وقد بدأت كما يذكر الكاتب علاء الأسواني في مصر، حيث كان عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد يقف أمام الناشر الخاص به، مكتبة الأنجلو، بينما يصطف الجمهور ليوقع لهم النسخ التي اشتروها من كتبه. ثم انتقل هذا التقليد إلى بقية الدول العربية، وأصبح شائعاً في معارض الكتب.

يرى البعض أن الهدف من حفلات توقيع الكتب هو الترويج التجاري للكتاب، وهذا حق مشروع للناشر والكاتب، بينما يرى البعض في هذه الحفلات فرصة للتعريف بالكتاب وظروف تأليفه، كما أنها فرصة لالتقاء القارئ بالكاتب، خاصة إذا كان الكاتب مشهوراً، والحصول على نسخة موقعة من كتابه. هنا يحضرني مشهد توقيع الكاتب البرازيلي الشهير«باولو كويلو» إحدى رواياته في إمارة دبي قبل سنوات، حيث كان طابور الجمهور يمتد طويلاً للحصول على توقيع الكاتب، وعندما حصلت على نسخة موقعة منها اعتبرت هذا صيداً ثميناً، وما زلت أحتفظ بها حتى اليوم. ويذكر الروائي الجزائري واسيني الأعرج، أنه يحتفظ منذ نهاية السبعينيات برواية موقعة للأديب السوري حنا مينه.

هذه الثقافة ربما نراها في الغرب أكثر مما نجدها لدينا في العالم العربي لأسباب تتعلق بتراكم ثقافة القراءة والنشر لديهم وحداثتها لدينا، وإن كان هناك قراء كثيرون في العالم العربي يحرصون على الحصول على نسخٍ موقعة من مؤلفات كُتّابهم المفضلين، كما يفرد البعض ركناً خاصاً في مكتباتهم الشخصية للإهداءات والكتب الموقعة من كُتّابها، ويعتبرونها كنزاً ثميناً يحافظون عليه، وكلما مرّ زمنٌ أطول على الكتاب الموقّع من كاتبه زادت قيمته.

سألت أحد برامج الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح بإمكانه الآن أن يحل محل الكاتب، عن الكيفية التي يمكن بها الحصول على توقيعٍ ناجحٍ لكتاب، فتلقيت هذه الإجابة:

للحصول على توقيعٍ ناجحٍ لكتابك يمكنك اتباع الخطوات الآتية:

اكتب كتاباً رائعاً: قبل أن تفكر في الحصول على توقيع، تأكد من أن لديك كتاباً مميزاً ومفيداً. اجعله مليئاً بالمحتوى القيّم والأفكار الجديدة.

بناء شبكة علاقاتك المهنية: حضور المؤتمرات وورش العمل والأحداث الأدبية يمكن أن يكون فرصة رائعة للتواصل مع الكُتّاب والمؤلفين الآخرين. قدم نفسك وتحدث عن كتابك بشكل طبيعي.

التواصل مع الكُتّاب المشهورين: ابحث عن الكُتّاب المشهورين الذين يكتبون في مجالك نفسه. قدم لهم نسخة من كتابك واطلب توقيعهم. يمكن أن يكون ذلك في معارض الكتب أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

التواصل مع الناشرين وأصحاب الصالونات الأدبية: قدم نسخة من كتابك إلى الناشرين وأصحاب الصالونات الأدبية. قد يكون لديهم فرصة للتواصل مع الكُتّاب وتوقيع نسخهم.

التواصل مع القراء والمعجبين: قم بترويج كتابك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الأدبية. قد يكون لديك فرصة للقاء القرّاء وتوقيع نسخهم.

المشاركة في الأحداث الأدبية والتوقيع في المعارض: ابحث عن الفعاليات الأدبية المحلية والدولية وشارك فيها. قد يكون لديك فرصة للتواصل مع الجمهور وتوقيع نسخ كتابك.

قلت بعد أن قرأت الإجابة: لم يفتني توقيعُ كتابٍ إذن.

Email