إدمان الطوارئ كارثة مدمرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

البعض من الناس تجدهم في حالة استنفار كبير في حياته ويشكو من ازدحام جدوله وتصبح تلك الطوارئ بمثابة مصدر للمتعة والطاقة، تجده في حالة طوارئ مستمرة يشعرك بأنه شخص مهتم، البعض يصف هذا الشعور بالمتعة والقوة والنجاح وبمرور الوقت نجده اعتاد على هذه الحياة، الدخول في أزمات ومظالم وإيجاد الحلول سواء لمشاكله أو مشاكل من خواه، نجد هذه الصورة النمطية مكررة في حياة البعض فيصبح إدمان الكوارث والطوارئ والمشكلات مع الوقت بمثابة كارثة نفسية قد تدمر حياتنا وصحتنا النفسية، هؤلاء الذين تجد شعارهم أنا مشغول فأنا مهم، يشعرك أن انشغاله بمثابة انشغال مبرر جيد يستخدمه للهرب من مواجهة الأمور مثل الترفيه والمشاركة في الاجتماعات مع الأهل والأصدقاء، بل أحياناً من واجباته الزوجية، تجده هارباً لحل مشكلة في العمل أو الاندماج في عمل ما، دون الاهتمام بمشاكل وأمور أسرته أو الانتباه لواجباتهم وأمورهم الدراسية والحياتية، أسوق لكم قصة يحكى أن حطاباً كان يجتهد في قطع شجرة في الغابة، ولكن فأسه لم تكن حادة مر عليه شخص فرآه على هذه الحالة فقال له: (لماذا لا تشحذ فأسك)؟ قال الحطاب وهو مستمر في عمله: (ألا ترى أنني مشغول في عملي؟ بالنظر إلى القصة نجد الكثيرين يركزون على بعض الأمور ويهملون الأخرى، فتجدهم يؤجلون الرياضة على حساب موضوع آخر يجدونه معك، إن إدمان الطوارئ هو سلوك مدمر مثلها مثل أي صفة سلبية ندمن عليها مثل الأدوية أو السمنة وعدم الاكتراث بالوقت أو الفوضى وغيرها؛ لذلك فإن أغلب مشكلاتنا الصحية تكمن بنمط الحياة التي نحياها، فالكثير منا يعيش في حلم الإنقاذ دون التقيد بنمط صحي أو ممارسة الرياضة، وعندما نواجه أزمة صحية نتوقع من الأطباء مساعدتنا للوصول إلى الحل دون أن ندري أن المشكلة في عمقها تكمن في البحث عن أسباب المرض، فالمسكنات والأدوية هي حل مؤقت لهذا الإدمان الذي تعودنا عليه وعلى نتائجه الكارثية، لذلك الحل يكمن في أن نمنح أنفسنا وقتاً كافياً لتخطيط حياتنا ورسم تفاصيلها وأهدافها وإدارة أولوياتنا والاهتمام بصحتنا، حتى لا يفهم من كلامي بأنني لست ضد إنجاز الأعمال العاجلة بل حتى لا تصبح إدماناً كارثياً في حياتنا يمنعنا من القيام بصحتنا وبواجباتنا ومسؤوليتنا تجاه أنفسنا والآخرين. تأكد بأن حياتك تستحق الاهتمام فالصحّة أغلى ما يملكه الإنسان في هذه الدنيا، فإذا خسرها خسر حياته وأصبحت لا قيمة لها.

Email