مهارة إدارة وتحديد الأولويات

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن إدارة الأولويات من أهم القضايا في حياتنا كلها وتحتاج منا العناية والاهتمام ولكن من أعظم المشاكل التي نواجهها ضعف قدرتنا على إدارة أولوياتنا فتجد الواحد منا يجتهد ويتعب يومه كله ويقف في النهاية باحثاً عن المنجزات التي تركها، وللأسف لا يجد شيئاً يملأ يده ويتحسر على فوات وقته ويتألم على ذهاب لحظات يومه ولعل من أعظم أسباب الإخفاق في حياتنا أننا لا نعرف ما هي أولوياتنا التي يجب أن ننجزها أو ربما نعرف أولوياتنا لكننا لا نضع الوقت الكافي لإنجازها لذلك أول ما ينبغي علينا أن نفعله أن نكتب أهدافنا التي نريد تحقيقها في حياتنا في مستوياتها المختلفة سواء الذاتية أو الأسرية أو الاجتماعية أو العملية ومن ثم نضعها أولوية بمعنى أن ننشغل بها ولا يشغلنا عنها شيء مهما كانت ضرورته وبهذا التفكير ننجز الأولويات ويتفرغ الإنسان بعد ذلك لإنجاز ما بقي من مهام. 
البعض منا لا يعرف كيف يدير احتياجاته ولا يختار منها الأولويات فيشعر بأنه في صراع مستمر ما بين العمل والعائلة، ويشتكي البعض بأنهم لا يمكنهم إنجاز كل الأدوار المطلوبة منهم في الحياة، وأن هناك الكثير من الأمور المهمة التي يجب إنهاؤها. وكلما ركض في هذه الحياة شعر بعدم التوازن، لنعود لفيلم طفل الكاراتيه ونتذكر ذلك المشهد الذي ذهب فيه المعلم العجوز مع تلميذه الصغير إلى البحر وأعطاه لوح التزحلق على الماء قائلاً له: «اذهب وتعلم التوازن»، مرة بعد مرة وكلما صارع التلميذ الصغير الأمواج المتلاطمة وزلقت قدماه نظر من بعيد ليرى معلمه العجوز يقف على رجل واحدة محاولاً إيجاد التوازن وهو ينقل حركته في الهواء بين رجل وأخرى. 

في الحقيقة أن الأدوار متداخلة إلى حد بعيد وتعتبر بيئة متكاملة حيث يؤثر كل دور في الآخر نختصرها بقول غاندي: لا يمكن للمرء أن ينجح في قسم من حياته بينما هو لا يحسن صنعاً في باقي الأقسام، فالحياة كل لا يمكن تجزئته.
إن أول ما ينبغي أن نعنى به في هذا الشأن أن نعرف أدوارنا في الحياة ثم ننصب لكل دور الأهداف التي تأخذ بنا للنجاح ثم نرتبها على حسب الأولويات ونضع لكل منها الوقت المناسب، فالنجاح لن يأتي بدون ترتيب وإدارة الأولويات في الحياة.

Email