الخيال طريق الابتكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن الأفكار ملقاة على الطريق وإن النجاح حليف من يلتقطها، أما بالنسبة لي فلا أعتقد أن هناك افكارًا ملقاة على الطريق ولا هي موضوعة على الرف، بل الفكرة هي التي تخرج للنور وفي ظني أنها تراكمات من التميز والعلم والعمل، بمعنى أنه لا يمكن أن تجد الفكرة وتجد كافة جوانب النجاح لتحويلها لتكون واقعاً اذا لم تكن لديك الرغبة والايمان بها وبجدواها. بمعنى آخر الافكار تتوالد وتنمو إذا تعود العقل على تلمسها ومعرفتها، بمعنى أوضح إذا تمكنت من معرفة ما الذي تريده وكيف تصل له، عندها ستجد أن بين يديك عدة أفكار لا فكرة واحدة. الذي نحتاجه بحق هو أن نكون قد دربنا عقولنا على انتاج الافكار وعلى كيفية تحويلها لواقع، ولنتذكر ان أنجح المشاريع الإنسانية التي انطلقت وكان لها أثر على البشرية بأسرها لم تبدأ من فكرتها وحسب بل وجدت عقولاً تطورها وتحولها من الخيال إلى الواقع.

العقل لن ينتج الأفكار إلا اذا علم أنك تقدرها وتحتفي بها وتعمل على تنفيذها.فالفكرة المبتكرة أصلها التخيل المتعمد أو العفوي ،فالفكرة كانت خيالا لشيء موجود في الواقع ولكن في صورة أخرى غير مماثلة للواقع تماما ،المخترع توماس أديسون كان يمتلك مخيلة رائعة وكان يعتمد على استعمال الخيال في استحضار الصور الذهنية ،إذن فالعقل هو الآلة التي يستخدمها المبتكر في توليد سلسلة من التشابهات الموجودة في الواقع وبالتالي يمكننا التحكم في خصائص تلك التشابهات من حيث اللون والحجم والكثافة مثال الشخصية السينمائية المبتكرة (بات مان ) أو الرجل الخفاش ما هي إلا رجل له صفات تشبه صفات الخفاش وكذلك الرجل العنكبوت والرجل الذئب وغيرها .

يقول دكتور ماكس جيرسون (ثمة دليل قاطع  على أن استخدام التخيل يمكن بطريقة مثيرة أن يحسن نوعية الحياة وفي بعض الحالات أن يطيل التوقعات العمرية ) فمرضى السرطان الذين استخدموا التخييل في أثناء تلقيهم العلاج الكيماوي شعروا بأنهم صاروا أكثر استرخاء وأكثر استعداد للعلاج وأكثر إيجابية فيما يتعلق برعايتهم من أولئك الذين لم يستخدموا هذه التقنية تبعا لما أكده باحثون في جامعة ولاية أوهايو في كولومبس ،إذا يعتبر التخيل أو التدريب العقلي المادة الخام للتفكير يمكننا من خلاله أن نعيد ترتيب خطواتنا واستشعار الخطأ قبل أن يحدث في الواقع ،وقد تمر بأذهاننا عشرات الأفكار في شكل صور يوميا ولا نعرف كيف نستخدمها أو نوظفها في حياتنا اليومية ،  فكم من المخترعات العلمية والتقنية كانت بدايتها فكرة أو خيال في ذهن مخترعها  ثم أصبحت عملا ملموسا ومن أجمل الكلمات التي ذكرت في  أهمية الخيال كلمة  الملاكم الشهير محمد علي كلاي عندما قال :(لقد تعلمت منذ مدة طويلة أن كون الشخص على درجة عالية من الكفاءة ليس كافياً ولكن لا بد من أن يكون عنده خيال وأحلام).

Email