رمضان.. ذكريات حاضرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعيد الذاكرة خلال شهر رمضان الكريم الكثير من التفاصيل الجميلة في مراتع الطفولة، تلك الذكريات التي نراها عادية كل يوم ولكن رمضان له ذكريات مميزة.

تفاصيل رمضان في طفولتي حاضرة، كانت والدتي كعادة الأمهات تهتم بجميع التفاصيل وتحرص على الاستعداد لهذا النمط المختلف وكنت أشاركها تلك الطقوس منذ طفولتي.

حيث كانت تعلمني ذلك بكل حب وشوق الأمهات، كنت أساعدها في طفولتي في تنظيف المنزل والسجاد وتحميص البهارات والقهوة وتجهيز حب الهريس والذهاب معها لشراء مستلزمات «مير رمضان». كان شهر رمضان قصصاً تروى وتحكى ولا تزال بعض العادات حتى الآن وإن اختلف الوقت والزمن. كانت الجلسات النسائية اليومية التي تقام بعد صلاة التراويح وكلها جلسات سرد لحكايات الماضي.

كما كانت عادة تبادل أطباق الطعام حاضرة وأذكر أن والدتي كانت ترسلني بصفة يومية للجيران بأطباق الطعام من اللقيمات والهريس والثريد وغيرها وأعود بكل فرح محملة بالكثير من الأطباق من الجيران.

وكانت ترسل الأطباق إلى المسجد لإفطار المصلين، كما كانت تعودنا ونحن صغار على صيام رمضان وتحمله وقراءة القرآن، وكنا في شهر رمضان في طفولتنا نلعب الكثير من الألعاب مع فتيات الجيران وكان صدى تلك الأغنيات لا نزال حاضرة في ذهني. 

كبرنا وإن تغيرت بعض التفاصيل وصارت لنا حياة مختلفة عن الماضي ولكن هناك أموراً وطقوساً نمارسها في شهر رمضان الفضيل فما زلت أساعد والدتي في المطبخ وصرت أبحث عن الأكلات الجديدة المختلفة حتى أتعلم كيفية طبخها، وما زلنا نتجمع حول مائدة الإفطار مع الأسرة نتبادل الذكريات ونتحدث كثيراً عن أطباق الطعام.

وربما نأتي على ذكر بعض المسلسلات التلفزيونية، في رمضان فرصة لزيارة الأرحام وصلة القربى وزيارة الجيران ومساعدة المحتاجين والتواصل المجتمعي ومشاركة الأطباق والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتهاني والمحبة، في رمضان أسجل كل تلك التفاصيل التي لا نراها في حياتنا اليومية من أحداث وذكريات ومحبة وتفاصيل دقيقة، رمضان شهر مختلف عن بقية الأشهر، هو شهر التغيير والإنسانية.

Email