الإمارات.. مشاريع ملهمة مع الأشقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز دولة الإمارات برؤية استراتيجية نموذجية، تسعى من خلالها لبناء أقوى العلاقات وإقامة أفضل المشاريع بما يعود بالخير والرفاهية والرخاء على الأوطان والمجتمعات، إيماناً منها بأهمية مبدأ التعاون المشترك مع الأشقاء ومختلف دول العالم والاستثمار الأمثل في الإنسان والعمران، في نهج ريادي عالمي جدير أن تحتذي به الدول في بناء حاضرها والتخطيط لمستقبلها، لتكون قادرة على مواجهة التحديات، وتوفير أفضل سبل المعيشة لأبنائها ومن يعيشون على ترابها.

لقد سلكت دولة الإمارات هذا الدرب المشرق منذ فجر اتحادها، منذ أن تأسست على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين، فبنت أفضل العلاقات مع أشقائها في مختلف المجالات، ومنها المجالات الاقتصادية والتنموية، بما يحقق النفع المشترك للجميع، فأقامت المشاريع المتنوعة التي تعزز التعاون والتكامل بين الأشقاء، لتكون دولة الإمارات صرحاً مضيئاً بالأمل ومنبعاً للتنمية والازدهار.

ومن هذه المشاريع الملهمة التي أطلقتها دولة الإمارات مع أشقائها مشروع رأس الحكمة، الذي تم الاتفاق عليه بين مصر والإمارات، والذي يستهدف تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي في مصر، وله قيمة اقتصادية كبيرة، فهو يعد أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، ومن شأنه أن يعود بالخير والازدهار والتنمية على البلدين جميعاً، وقد علق معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة على هذا المشروع بقوله: «مشروع ملهم يعود بالخير على مصر والإمارات ضمن مفهومنا للبعد الجيواقتصادي لعلاقات الإمارات العربية والإقليمية والدولية».

ويعكس هذا المشروع عمق العلاقات الإماراتية المصرية، وقوتها وصلابتها، والرؤية المشتركة بين البلدين في تحقيق التنمية المستدامة، وتوجيه البوصلة لتحقيق هذه الأهداف التي تعود بالخير على البلدين والشعبين، لتكون هذه العلاقات والمشاريع منارة أمل ونموذجاً ملهماً لدول المنطقة وشعوبها وللعالم أجمع، يؤكد بلسان مبين أن الخير كل الخير في التعاون والتضامن، وتوحيد الرؤى لما فيه خير الجميع، وخاصة في أوقات التحديات، سواء كانت تحديات اقتصادية أو غيرها، وأن مشاريع الصراعات والحروب وتضارب الرؤى وتمزيق المجتمعات إلى تيارات وأحزاب وتنظيمات تتقاتل وتبحث عن مصالحها الذاتية على حساب الأوطان والشعوب مشاريع كارثية بكل المقاييس، لم تجرَّ المنطقة إلا إلى الخراب والدمار، وقد آن لها أن تنتهي إلى غير رجعة، وأن يحل محلها مشاريع النماء والازدهار وبناء الأوطان وإسعاد الشعوب.

إن مثل هذه المشاريع الكبيرة الملهمة تؤكد النهج المستدام لدولة الإمارات في التعاون مع الأشقاء، والسعي الدؤوب فيما فيه تنمية الدول والشعوب وازدهارها، وبث روح الأمل والتفاؤل في بناء حاضر مزهر والتأسيس لمستقبل مشرق، وهو نهج راسخ ثابت، أكدته دولة الإمارات عبر مشاريعها ومبادراتها التي أقامتها على أرض الواقع، فكم بنت من مدن وطورت أخرى وأعادت إعمار مدن في بلدان عدة، حتى أصبحت هذه المعالم العمرانية تحكي بأعذب العبارات عن نهج الإمارات المستدام في التعاون مع الأشقاء، وعن قيمها التنموية والاقتصادية والإنسانية، واهتمامها الأول والأخير بالإنسان، ليحظى بأحسن فرص العيش بكرامة وازدهار.

وقد تجلت هذه الروح الأخوية الراسخة في مختلف الظروف والمجالات، بدءاً من المشاريع والاستثمارات الاقتصادية وانتهاء بالمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة في الأزمات والكوارث، ومروراً بدعم المشاريع التنموية في قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها، وصولاً إلى مشاركة دولة الإمارات في جهود حفظ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

إن دولة الإمارات بمشاريعها الرائدة واستثماراتها الخلاقة التي تعود بالنفع عليها وعلى أشقائها ستبقى منارة ملهمة للجميع، لينطلقوا في ميادين التنمية والازدهار، ويعملون فيما فيه نماء أوطانهم وسعادة شعوبهم، وهكذا تنسج دولة الإمارات أجمل القصص عن دورها الإيجابي الريادي في تنمية الأوطان والشعوب، لتبقى حينئذ أي كلمة أخرى تسيء وتشوه مجرد حروف جوفاء مطمورة في صحاري الأكاذيب القاحلة، فالأعين ترى الحقائق مشرقة كالشمس، وأما من وضعوا على أعينهم غشاوة فهم يتخبطون ويتألمون، ولا يضرون إلا أنفسهم، ولا يصدق فيهم إلا قول الشاعر: يا ناطح الجبل العالي ليوهنهُ *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبلِ!!

 

Email