المرايا وحاجتنا إلى الأحبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحتاج في حياتنا إلى الكثير من الإرشاد والتوجيه والنصيحة، حتى نواجه ونصبر على ظروف الحياة الصعبة، لذا نحن نحتاج دوماً لمن يقف معنا، ويشد من أزرنا، ويقدم لنا النصح، ويساعدنا بالتوجيه والإرشاد، وكما يقال «الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه».

كثير من الحكماء أوصوا أن نقرب الأوفياء، وقالوا إن المحظوظ من يملك أصدقاء مخلصين، ذلك أن الصديق الوفي له أهمية في حياتنا ويكون بمثابة الأخ والسند ويجعلنا نستطيع مواجهة الصعوبات مهما كانت، إنه يشبه مرآة ننظر من خلالها على عيوبنا الشخصية، ونتمكن من علاجها قبل استفحال الخطأ دون أن تنتبه له، أو يتم التنبيه بطريقة قاسية عليك.

تقول الممثلة الكوميدية الأمريكية، الين دي جينيريس: «في بعض الأحيان لا يمكنك رؤية نفسك بوضوح، إلا من خلال الطريقة التي يراك بها الآخرون». ولا يمكنك معرفة رؤية الآخرين إلا من خلال مرآة صادقة وواضحة وشفافة وهي مرآة الأخوة والأصدقاء.

وهذه النظرية صحيحة من واقع الحياة، فنحن في كثير من المواقف الحياتية لا ننتبه لطريقة حديثنا، ولا لملبسنا ولا إلى كيفية التعامل مع موقف ما، وقد نرفع صوتنا في ظرف يتطلب خفض الصوت، وقد نخفض الصوت ويكون دلالة على الضعف ويفترض رفعه، وقد نفوّت مشروعاً ما أو نهمل دراسة أو عمل على درجة من الأهمية، ونشرع في عمل أقل قيمة، ونحتاج لمن يذكرنا وينصحنا، لذا دوماً أقول بأنه حتى في نطاق العمل والوظيفة، نحتاج للمخلصين.. للمرآة التي نرى من خلالها العيوب والزلات والأخطاء.

المدراء الناجحون هم من يكسبون ولاء موظفيهم، من يشعرونهم بأنهم جزء من تفكيرهم وأنهم معه يشكلون فريقاً ناجحاً، المدير الناجح من يقف مع موظفيه ويدعم أفكارهم ويساعدهم على تنفيذها، لأنهم بهذه الطريق سيضمنون الولاء الذي سيكون مصحوباً بالنصح وعدم الخوف من إظهار آرائهم والحديث والنصح بعفوية.. لنقرب منا مرايا كثيرة، ستفيدنا في مسيرتنا، إننا نحتاجها في كل مكان وزمان وبالأخص مرايا المحبة.

Email