الامارات ..رسالة السلام لشعوب العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحب أن أسّمي الإمارات بلاد التغييرات والتسامح والسعادة. وهذه التسمية لها سبب وجيه، بل إن جملة من الشواهد تدعمها؛ الإمارات منذ تأسيسها قبل نحو خمسين عاما – 1971م – قامت على الحوار والتفاهمات.

فقد نجح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس هذا الكيان دون أي عنف ودون اللجوء إلى أي معارك أو حروب وقتال، فضلا عن هذا كانت الإمارات منذ فجرها سباقة في تعزيز مكانة المرأة وحقوقها في مجتمعات بدوية منعزلة، تحيط بها حالات واضحة من الفقر والأمية.

وهذا النهج هو الذي أسس أو قاد أو أثر في كثير من البلدان في المنطقة لتسير على الخطى الإماراتية، وتعتبر مواضيع الانفتاح على الآخر، والتسامح، ونبذ العنصرية والتفرقة، جزءاً من مكونات المجتمع الإماراتي، بل إنها تعتبر مواد في عدة قوانين تم الإعلان عنها. ويحسب للإمارات كونها كانت تسلك هذا النهج في أوقات كانت تغرق فيه كثير من دول منطقة الشرق الأوسط في العصبيات والتناحر والعنف والضيق من الآخر.

اليوم يعيش في الإمارات نحو 200 جنسية من مختلف دول العالم، جميعهم سواسية تحت مظلة القوانين الواضحة العامة، وجميعهم ينعمون بالمساواة وحق تكافؤ الفرص.

أيضا وصفت الامارات بأنها بلاد التغييرات، وهذه حقيقة، لأن التغييرات التي تحدث على ثراها يومية ومستمرة، وكأننا في ورشة عمل كبرى، من ملامح هذه التغييرات، في كل عام يتم تسميته بمناسبة ما، كان لدينا:

2015 عام الابتكار، حيث يستدف تعزيز قيمة الابتكار وأهميته، وزيادة الوعي ومعارف الناس به، وكيف نكون مبتكرين ونعزز هذا التوجه بالعلم والمعرفة.
2016 عام القراءة، تم خلال هذا العام تعزيز دور القراءة، وجعلها جزء من تفكير الناس وطريقة حياة.

2017 عام الخير، خصص للتنويه وزيادة المعرفة بالأعمال الخيرية وتلقي التبرعات لتنفيذ مشاريع تنموية تستهدف المجتمعات الفقيرة في البعض من أرجاء العالم. واستهدف أيضا تنمية الحس الإنسانية لدى الناس.
2018 عام زايد، تعزيز ذكرى الراحل مؤسس الامارات الحديثة، الشيخ زايد بن سلطان، طيب االله ثراه، الذي أقام هذا الاتحاد، على أسس من المحبة والتعاون والتفاهم.

2019 عام التسامح، في عالم تسوده القسوة والحروب والمعارك العسكرية القاتلة، وفي عالم تنتشر في البعض من الأرجاء سموم العنصرية والإرهاب والطائفية والضيق من الآخر، جاء هذا العام يغذي الناس ويعزز توجهاتهم نحو التسامح والمحبة وتقبل الآخر.

2020 عام الاستعداد للخمسين، خصص هذا العام للاستعداد ورسم الخطط للاحتفال بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس الإمارات، ووضع الخطط والمبادرات.

2021  - 2022 عام الخمسين، في هذا العام أكملت دولة الامارات الخمسين عاما من عمرها، ويتم خلال هذا العام استعراض الإنجازات والخطط والاستراتيجيات، والاحتفاء بالنجاحات، وتعزيزها والبناء عليها  عام الاستدامة استطاعت دولة الإمارات أن تثبت للعالم مواجهتها للتغيير المناخي وكيفية الحفاظ على البيئة.

جمعت العالم كله تحت مظلة واحدة في كوب 28 لتخرج لنا بحلول رائعة وعظيمة من أجل حماية المناخ وتطوراته التي سوف تؤثر على العالم مستقبلا، وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2024 هو استكمال لعام الاستدامة بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال عام 2023، وذلك تزامناً مع «يوم البيئة الوطني» في دولة الإمارات.

وقال سموّه «في يوم البيئة الوطني نعلن تمديد عام الاستدامة ليشمل 2024، وفي هذه المناسبة، نؤكّد أن حماية البيئة وصيانة الموارد أولوية أساسية ضمن نهج الاستدامة الراسخ في الإمارات، ومسؤولية جماعية لكل أفراد المجتمع».

وهكذا أعتبر أن التغيير جزء من منظومة الحياة في الامارات، حيث نشهد بشكل متكرر منجزات وتطويرات في مختلف المجالات الحياتية التي تمس الناس، من التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية،
ولا أبالغ إن قلت بأن الامارات بنجاحها المنفتح على العالم وشعوب وأمم الأرض، ساهمت في بعث رسالة أمل ومحبة لشعوب منطقة تشهد توترات مستمرة وصراعات لا تكاد تتوقف.

Email