المؤسسة الثقافية وعلاقتها باللغة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأسست الأكاديمية الفرنسية رسمياً عام 1634، بعد أن سبقتها اجتماعات لمجموعة أدباء ومتذوقي الفنون في باريس أقيمت بأماكن مختلفة، ترأسها على مدى 4 قرون، كبار الأدباء والمفكرين والعلماء ورجال دين؛ بل إن فكرتها في الأصل تعود إلى الكاردينال (أرماند ريشيليو)، الذي حفّز الملك لويس الـ13 على إصدار أمر بإنشائها، فبعض أعضائها دائمون، لكنها تنتخب كل 3 أشهر رئيساً يرأس جلساتها، وتعدُّ من أقدم الهيئات في فرنسا.

المهمة الرئيسة للأكاديمية الفرنسية هي «تقعيد اللغة الفرنسية وتطويرها» وكونها الوحيدة المدافعة عن اللغة وتطويرها، فإنها تمتلك حق إصدار القاموس اللغوي، وتحديثاته، كلما اقتضى الحال.

ومهمَّة «تقعيد اللغة وتطويرها» هي التي ستشكل متكأً لحديثنا، الذي أخاله، رغم اقتضاب سطوره، سيقول الكثير مما لا يحتاج تفصيلاً.

ولذلك، ارتأيتُ اقتطاف فِقرات مختارة، كتبها أدباء فرنسيون، في مقامات مختلفة، علّها تروق للقارئ، وتلفت نظره لشيء ما في اللغة واستخدامها، وأناقتها، وتأثيرها النفسي، وبالتالي احترام كتّابها، تمهيداً لحديثنا المقبل حول دور المؤسسات الثقافية تجاه اللغة خاصةً.

في الهجاء: (قد ورث بالتأكيد نزعته إلى عدم الاستقرار من ذلك السلف المتشرد (..) فيضُ إحسانه يقيه من الهجاء، وشدة ظلمه تقصيه من الثناء (..) لم يكن الاختلاط المثابر للسيد بالعظام، كافياً بالطبع لارتقائه إلى مصافّهم، بل كان بحكم المقارنة، أن يزيد من تحجيمه (..) كان يمثل جرس الدار قبل اختراعه).

في الأسلوب: (ولئن حصل بعضهم على الشهرة بالكد والفلاح، فهو قد حصل عليها بالخمول، وكان الاستهتار والتخلي اللذان يستشفان في أفعاله وأقواله، يمنحانه هيئة من البساطة، ويكسبانه جاذبية جديدة، استهجن ذلك الركوع الصاغر على هذا النحو، فلم يطق أن يذوي بين الخوف والأمل، فقطّع شرايينه.. وللحديث بقية.

Email