فعل معرفي جديد
لا ينكر أي شخص أن التكنولوجيا على مختلف أنواعها أصبحت مرتبطة بحياتنا بشكل يومي، وخاصة تلك الأجهزة الصغيرة التي نحملها بين يدينا ولا تكاد تفارقنا حتى عند نومنا، حيث نجعلها بالقرب منا، وأقصد الهواتف الذكية تحديداً، لذا أرى أنه يجب أن نصحح بعض عاداتنا عند استخدامها، فلطالما سمعنا التحذيرات والتنبيهات في بحوث علمية ودراسات لعدد من العلماء سواء في المجال الطبي أو الاجتماعي أو التربوي، ونقرأ يومياً في المجلات المتخصصة عن أضرار الهواتف الذكية، إلا أنني أجد أن الأمر الآن تجاوز ذلك بكثير، لأن اقتناء تلك الهواتف الذكية باتت مشاعة ومنتشرة ودون أي حدود حتى مع الأطفال الذين هم في مقتبل العمر، لذا الحديث يجب أن يمتد ويتجاوز هذه النقطة ليصل إلى المحتوى، وأقصد المعلومات التي نتلقاها وهل هي فعلاً ما نحن في حاجة لها؟ وهل نحن نستفيد منها بالشكل الصحيح والأمثل؟.
أعتقد أن الإجابات ستكون واضحة وكما يقال كوضوح الشمس، لأننا نرى يومياً أن هذه الهواتف وما تختزله من إمكانيات هائلة باتت لكثير من الناس لا تتجاوز كونها وسيلة وأداة استهلاكية أخرى، بمعنى أن عملية الاستخدام محدودة جداً وهي الاستخدامات المتعارف عليها كالاتصال الهاتفي والذي يعتبر خدمة واحدة من عدة خدمات حيوية تمتلكها هذه الهواتف الذكية كما هو معروف لدى الكثير، إلا أن الذي يحدث هو تسطيح لهذه الإمكانيات وعدم استخدامها بالشكل الأمثل.
لكي تكون الفكرة التي أناقشها أكثر وضوحاً، أتحدث عن الملحقات والتطبيقات الأكثر أهمية في حياتنا، والتي لا تلقى أي اهتمام وعناية من معظم مستخدمي هذه الهواتف، على سبيل المثال الأطفال يكاد ينحصر استخدامهم لهذه التطبيقات على تحميل الألعاب والتواصل مع الأصدقاء، ويتطور الأمر قليلاً عند الشباب فتجدهم يقضون المزيد من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالنسبة للكبار قد لا يزيد عن استخدام تطبيقات التواصل مثل «الواتس آب» للاتصال بالأهل والأقارب ونحوها.
أعتقد أننا يجب أن نوسع اطلاعنا على التحديثات الجديدة للتطبيقات، والتي تتقاطع مع حياتنا وتتفق مع ميولاتنا ورغباتنا ولمختلف الأعمار، والتي فعلاً قد تحدث فرقاً وتكون ذات أثر كبير وهائل وبشكل إيجابي،
إن الهواتف الذكية ليست مجرد وسيلة استهلاكية بل هي أكثر وأعم وأشمل، يجب أن نستغلها بشكل أفضل ونعلم أبناءنا ومجتمعنا وأن نحسن استخدامها ونأخذ الخير منها ونترك غير المفيد، والذي نهدر فيه الكثير من الوقت. التطبيقات دون أدنى شك إنها بمثابة بحر معلوماتي يمكن الغوص في أبعاده وأن نخرج منه ما يفيدنا ويساعدنا على التغلب على الكثير من جوانب الحياة التي نعيشها بل تقدم لنا العون لنحيا حياة صحية ومثالية وسعيدة.. هذا جميعه بين يديك في هاتفك الذكي.