مسارات حياتية

أحلام وأهداف ذاتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأحلام جميلة، فضفاضة وسقفها متغير، تتجاوز أحياناً حدود الهدف فتعانق السحاب، وأحياناً تكون أقل من ذلك ليظل الفرق بينهما ليس في اتساع الحدود، وإنما بالإرادة والقدرة على تحقيق الأهداف. وبالطبع لكل واحد منا أحلامه وقدرة معينة على تحقيقها، ولكن السؤال يظل ماذا لو لم تكن تملك حلماً؟ وماذا لو لم تكن لديك قائمة أهداف، وإرادة ورغبة في تحقيق ذاتك، كيف سيكون شكل الأرضية التي تقف عليها؟

إن لم يكن لديك حلم بالتأكيد ستكون جزءاً من أحلام الآخرين وأداة لتحقيقها، وستكتشف لاحقاً بأنك عشت أياماً طويلة وأنت تعمل على تحقيق أحلام الآخرين، وستجد نفسك تقف على أرض غير أرضك، وتعيش حياة لم تكن ترغب فيها، ولم تصنعها أو تضع أسسها بنفسك، وإنما هي صناعة الآخرين، وستكتشف أنك غير قادر على تحقيق الاستقلالية، ولا الوصول إلى أي من أهدافك الشخصية، وهنا تتجلى أهمية استقلالية الذات ومهارة الاختيارات التي تمكننا من السيطرة على أنفسنا، وبالتالي عيش حياتنا بطريقة تتناسب مع تطلعاتنا وطموحاتنا.

أين ترى نفسك بعد 5 سنوات؟ سؤال لا يزال يتردد في فضاءات مقابلات التوظيف حتى اللحظة، البعض يسقطه من حساباته ويراه سخيفاً، ولذلك يتعثرون بالإجابة عنه لعدم امتلاكهم أحلاماً واضحة وقائمة أهداف ثابتة، والكثير لا يدرك مدى أهمية هذا السؤال ودوره في تحديد شكل الخطوات التالية، وما هي الأهداف التي يجب تحقيقها، حتى نتمكن من الوصول إلى المستوى الذي نرغب فيه بعد 5 سنوات قد تقل أو تزيد بناءً على طبيعة الأوضاع التي نمر بها.

عليك أن تدرك أن حياتك هي فضاؤك وميدانك الخاص، فيه تحدد أهدافك وتحقق انتصاراتك وتواجه فشلك والتحديات التي أمامك، وفيه تتمكن من التعرف على قدراتك ومواهبك وحقيقة نفسك، وتدرك تماماً كيف تقوم بتطويرها وتحسينها، لتخلق منك شخصية قوية ومستقلة تحميك من تقليد الآخرين، أو أن تكون جزءاً من أحلامهم.

مسار:

حقق أحلامك بتحديد أهدافك، وثق باختياراتك، وتوقف عن تقليد الآخرين.

 

Email