الإمارات تعاون عالمي لمستقبل أخضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستضيف دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28».

وذلك في مدينة إكسبو دبي، بمشاركة أكثر من 180 من رؤساء الدول والحكومات حول العالم والكثير من الشركات والشخصيات المعنية بقضايا المناخ، ليكون هذا المؤتمر فرصة كبيرة أمام مختلف الدول والجهات لتوحيد الجهود من أجل حماية المناخ وتحقيق بيئة عالمية خضراء مستدامة.

إن استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر نابع من مبادئها الراسخة ومبادراتها المستمرة في حماية البيئة وتعزيز المناخ، فقد كانت سباقة إلى الانضمام للاتفاقيات والوكالات والمنظمات العالمية التي تخدم هذا الجانب، وهي أول دولة في الشرق الأوسط تصادق على اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015، كما أعلنت في عام 2021 عن استراتيجيتها الطموحة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

والتي تستهدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول هذا العام، كما أن دولة الإمارات أول دولة في الخليج تستخدم استراتيجية الطاقة المتجددة، والتي تشمل الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العالمي في وقت بالغ الأهمية، تواجه فيه البشرية تحديات كبيرة في مجال تغير المناخ، حتى أصبحت دول وجزر وسواحل مهددة بالغرق والاختفاء، بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، بعد أن ازداد فقدان الجليد في المناطق القطبية نتيجة الاحتباس الحراري، هذه الظاهرة التي من أسبابها طبيعة النشاط الإنساني في القرنين الأخيرين.

ولذلك فإن مستقبل كوكب الأرض يتوقف على الإجراءات والخطط التي ستتبعها دول العالم اليوم لمواجهة هذا التحدي الكبير، والجهود العالمية التي ستبذلها للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

لقد نجحت دولة الإمارات في جمع العالم في مؤتمر الأطراف «COP28»، وسعت ولا تزال لتعزيز التعاون العالمي بين الدول والشركات ومختلف الجهات من أجل بناء مستقبل أخضر مستدام ينعم به أجيال الحاضر والمستقبل، إيماناً منها بأن تضافر الجهود هو السبيل الأوحد للتغلب على هذا التحدي الكبير.

وأن المجتمع الإنساني كالسفينة الواحدة، يحتاج أفرادها إلى التعاون والتكافل فيما بينهم، وخاصة فيما يتوقف عليه مصيرهم المشترك، وتعتبر دولة الإمارات سباقة في ترجمة هذه القيم إلى واقع حقيقي ملموس، وهي قدوة ملهمة في مد يد العون لكل محتاج من أي جنس أو جنسية كان، بما في ذلك قضايا المناخ.

ومن صور ذلك إعلانها عن تقديم 735 مليون درهم لمساعدة الدول والمجتمعات الأكثر عُرضةً للتضرر من تداعيات تغير المناخ والدول منخفضة الدخل.

وقد أثمرت الدورة الحالية من «COP28» عن تحويل الأفكار والتعهدات إلى واقع ملموس، فتم إطلاق العديد من التمويلات والمشاريع والمبادرات من جانب كثير من الدول والشركات والجهات المانحة، والعناية بتعزيز روح التكافل العالمي لمساعدة الدول بعضها البعض، ومن ذلك تفعيل صندوق «الخسائر والأضرار المناخية» لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ.

كما أطلقت رئاسة «COP28» بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية «إعلان كوب 28 بشأن المناخ والصحة» الذي وقَّع عليه 125 دولة وتضمن لأول مرة إقرار الحكومات بإنشاء منظومات صحية للتصدي للتداعيات الصحية لتغير المناخ، كما تم إدراج الطاقة النووية لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف كأحد الحلول لهذا التحدي العالمي.

وفي هذا الصدد تم إطلاق «إعلان مضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050»، والتي أيدتها 21 دولة، إلى غير ذلك من الإعلانات والمبادرات والمشاريع التي لا تزال عجلتها تدور، لتكون هذه الدورة الحالية من «COP28» دورة استثنائية بكل المقاييس.

إن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ «COP28» تجسد رؤيتها ومبادئها الجوهرية في حماية البيئة وتحقيق بيئة خضراء مستدامة، وهي امتداد للقيم الإماراتية التي تجعل حماية البيئة على رأس الأولويات، وذلك منذ فجر تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تمضي في هذا المضمار بكل عزم وأمل، وها هي اليوم تجمع كلمة العالم في «COP28» لتعزيز التنمية المستدامة لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.

 

 

Email