العلم رقي للإنسان ورفعة للأوطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالعلم والتعلم تسمو المجتمعات، وتبنى الأوطان، وتزدهر الحضارات، فطلاب العلم محل الرهان، وعليهم تنعقد الآمال، وهم الحصن الحصين لأسرهم ومجتمعهم وأوطانهم، وبعقولهم وهممهم تتحقق الإنجازات والنجاحات في شتى المجالات، فهم ذخر للوطن وفخر لأهلهم ومجتمعهم، وبالتعلم والتعليم واكتساب المعارف ترتقي وتستنير العقول وتنشط وتتحرك القلوب نحو البناء والعطاء، فها هم أبناؤنا وشبابنا المبدع يعودون إلى مقاعد الدراسة لينهلوا العلوم الوارفة والمعارف الهادفة ليستثمروا مكتسبات اليوم لخدمة الوطن في الغد.

ودولة الإمارات بقيادتها الحكيمة تضع في مقدمة أولوياتها ملف التعليم وتدعم العلم وتسخر له كل الإمكانات، وذلك لإيمانها الراسخ أن العلم سلاح التقدم والرقي، به تتقدم الأمم وتنال الصدارة، فقد بات العلم أقوى الأسلحة، ومن تسلح به فسيبصر النور ويحقق الريادة، والمجتمعات اليوم تقاس بتقدمها العلمي والمعرفي والفكري، ودولة الإمارات نموذج علمي عالمي يحتذى به وملهم لغيره. 

معايير 

واعتنت دولة الإمارات عناية بالغة بالتعليم، من خلال الاهتمام بالأجيال منذ نشأتها، وشيدت المدارس والجامعات بمواصفات ومعايير عالمية عالية الجودة، واستقطبت الكفاءات العلمية بمختلف التخصصات والمجالات، وقد راهنت قيادتنا الحكيمة على التعليم، لأنه سلاح التقدم والرقي والازدهار ومن خلاله تكتسب العقول العلوم والمعارف، وبه يتم الإبداع والابتكار واستشراف المستقبل.

وفي هذا السياق أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن الثروة الحقيقية والمكسب الفعلي للوطن يكمن في الشباب الذي يتسلح بالعلم والمعرفة، باعتبارهما وسيلة ومنهجاً يسعى من خلالهما إلى بناء الوطن، وتعزيز منعته في كل موقع من مواقع العطاء والبناء.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن أحد أهم دروس التاريخ، قديمه وحديثه، هو أن نهضة الدول والشعوب والحضارات تبدأ من التعليم، وأن مستقبل الأمم يبدأ من مدارسها.

ازدهار 

نحمد الله على نعمة قيادتنا الرشيدة التي تخطط وتضع الاستراتيجيات التعليمية لإدراكها التام أن بالعلم تزدهر الأوطان وترقى المجتمعات، ويسمو الإنسان ويتحلى بالآداب الفاضلة والأخلاق الراقية، والقيم والمبادئ الرصينة، والرغبة بالعمل، ليصبح عنصراً فعالاً مؤثراً تأثيراً إيجابياً في وطنه.

وأوصي الآباء الأفاضل والأمهات بأهمية العناية بالصحة النفسية لأبنائهم، وأحثهم كذلك على دعم الأبناء نفسياً والعناية بهم وتهيئة الأجواء الأسرية الإيجابية التي تحتويهم ويملؤها الدفء والحنان، وترغيبهم في طلب العلم وغرس محبته في قلوبهم، وتشجيعهم باستمرار على التفوق وزيادة التحصيل، وأن يبينوا لهم ثمرة العلم وفوائده، وأن يحرصوا على الثناء عليهم باستمرار، فهذا مدعاة لاستدامة جهودهم في طلب العلم ومحبته وتحصيله والازدياد منه.

ولا يخفى علينا الفضل الكبير للمعلم، فهو مربي الأجيال ومكمل لدور الأسرة، وباني العقول بالعلم، وهو النهر الجاري الذي ينهل منه المتعلم المعارف والعلوم المختلفة النافعة.

ومعلم الناس الخير منزلته عالية ومكانته رفيعة، ومهنة التعليم هي في الحقيقة من أشرف المهن، ويدلنا على ذلك قول النبي ﷺ: «فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخير».

وعلى المعلم أن يستشعر حجم وعظم المسؤولية التي تقع على عاتقه، وأن يكون قدوة لطلابه بأفعاله وأخلاقه وسلوكه وأقواله، وأن يخلص النية ويضاعف الجهد حتى ينال الطالب الفوائد العلمية، وأن يسعى نحو ترسيخ القيم العالية والأخلاق الفاضلة والمبادئ النفيسة في أبنائه الطلبة.

وأحث الجميع، لا سيما الشباب من هم على المقاعد المدرسية وطلبة الجامعات، على بذل الطاقات وتوجيهها نحو العلم والمعرفة، واستثمار أوقاتهم في التعلم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، والمحافظة على أنفسهم وأوقاتهم وعدم إضاعتها، وأقول لهم إن طلبكم للعلم هو استثمار في أنفسكم لبلوغ أهدافكم المستقبلية وخدمة لمجتمعكم ووطنكم. 

كما أقول لكل طالب علم إن أردت القمة فعليك بعلو الهمة والعزيمة الصادقة في تحصيل العلوم، والعلم رقي للذات، ونور للعقول وحلاوة للقلوب، ويذوق طالب العلم لذة العلم الجلية، ويكسوه السكينة والوقار، ويكسبه التواضع ونفع للآخرين، وطالب العلم في الحقيقة كالشمعة المضيئة في العتمة المظلمة، وكالشمس المشرقة التي تبعث النور والتفاؤل في النفوس، فما أجمل أن يغتنم الإنسان لاسيما الشباب منهم قوته وطاقته في طلب العلوم والازدياد من المعارف، واكتساب الخبرات والمهارات التي ترتقي بصاحبها وتسمو به إلى معالي الصفات.

Email