رسائل إلى إنسان في موقع المسؤولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مقال اليوم، يتضمن رسائل إلى إنسان مسؤول في بيئة عمل مؤسسية، يسعى نحو تطوير قدراته، وما يمتلكه من طاقات، مع تحسين مستمر لكفاءاته المهنية. هذه الرسائل، يمكن أن تسهم في تحقيق التفوق، وذلك من خلال الحرص على الاستمرارية في التعلم؛ وصولاً إلى جعل الحاضر أفضل من الماضي، مع إمكانية جعل المستقبل أفضل من الحاضر. في هذا الشأن يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في الفصل الثالث من كتاب «رؤيتي: التحديات في سباق التميز»: «ربما استطاع الإنسان في موقع المسؤولية أياً كانت مرتبتها أن ينظر في مرآة نفسه ويقرر ما هي الخصائص القيادية التي يملكها لكي تؤهله لأن يكون قائداً. إن لم يكن يملك مثل هذه الخصائص فلعله يستطيع تطوير قدراته وطاقاته الكامنة وتحسين كفاءته لأداء المسؤوليات الملقاة على عاتقه في أفضل صورة ممكنة».


كما يقول سموه في كتاب «ومضات من حكمة: أقوال وحكم مختارة لمحمد بن راشد آل مكتوم»: «التفوق هو أسلوب وعادة، وحب وعشق للمراكز الأولى، وهو رحلة مليئة بالتعلم والمثابرة والصبر. وللتفوق لذة لا يعرفها إلا من جربها».
رسائل إلى إنسان في موقع المسؤولية، يمكن توضيحها من خلال مجموعة من النقاط السريعة والمختصرة، ذات العلاقة بالعمل الإداري. علماً بأن ترتيبها تم على وفق تسلسل ينتقل من البعد المؤسسي العام، وصولاً إلى البعد الإنساني الخاص بالعلاقة مع الموظفين. 


- احرص على أن تكون صاحب رؤية بشأن المستقبل. 
- قم بتفسير رؤيتك للموظفين، واشرحها لهم بشكل مبسط ويسير وواضح، وحاول أن تستفيد من آرائهم؛ لتحسين الرؤية، وجعلها أكثر تميزاً. 
- اجتهد في رؤية الصورة الكبيرة من موقع مسؤوليتك، مع عدم إهمال التفاصيل الدقيقة.
- احرص على مواكبة التغيرات الحاصلة في البيئة المحيطة؛ كي تحافظ أنت وفريقك على علاقة إيجابية بكل ما يحدث حولكم من مستجدات.
- اعلم بأن عملية صنع واتخاذ القرارات، وحل المشكلات، تعتمد بشكل أساس على مفهوم الأمثلية (Optimization) وليس المثالية (Idealism). 


- اعلم بأن الإنفاق في بيئة العمل لا يكون بالمال فقط، إذ إن هناك معادلة ثلاثية الأبعاد للإنفاق، تضم إضافة إلى المال، كلاً من الجهد والوقت.
- تعامل مع رأس المال البشري، بوصفه المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو. 
- قم بالموازنة بين مدخل القيادة بالحب، ومدخل القيادة بالحزم. بمعنى آخر، استثمر البعد المشاعري الموجود لدى عموم الناس، من دون إغراق في تطبيقه. 
- تحرر من المبالغة بالثقة بصحة أفكارك وتوجهاتك، وذلك لمصلحة الاقتراب من أفكار وتوجهات فريق العمل. الأمر يتطلب منك شيئاً من المرونة، مع وجوب الانفتاح على عقول الآخرين. 


- تفاعل مع الموظفين باعتبارهم شركاءك في الرحلة، إذ إنكم فريق عمل واحد، والثقة المتبادلة بينكم، فضلاً عن التعاون البنّاء، تُعد وصفة مُميزة للنجاح في تحقيق الأهداف.
- تعامل مع الأشخاص المسؤول عنهم بوصفهم بشراً، لهم عقول ومشاعر، يفرحون ويحزنون. أحياناً يكونون نشطين، وفي أوقات أخرى يشعرون بالتعب والإرهاق، هم بالتأكيد ليسوا آلات، لذلك من المهم الاجتهاد في تحفيزهم، بناءً على احتياجاتهم ودوافعهم. 
- أن يتفق معك الآخرون بالرأي، يعد أمراً طيباً، لكن ليس بالضرورة دائماً. أحياناً الاختلاف، وليس الخلاف، يمكن أن يفتح أمام الجميع مساحات عمل إبداعية، قابلة للتحويل إلى ابتكارات. 


- عندما تدخل في حوار مع الموظفين، حاول أن تتجنب شخصنة الأمور، خاصة أن هناك فارقاً بين نقد الأفكار من جهة، ونقد الأشخاص من جهة أخرى. 
- اعلم أن أخطاء الموظفين، يمكن التعامل معها بوصفها مدخلاً عملياً لتحسين الأداء. 
- احرص على القراءة في التخصص، وفي موضوعات ثقافية عامة، وشجع الموظفين عليها. القراءة تسهم في تنوير العقل، وتحفيز التفكير. كما أنها تمكن الفرد من اكتشاف نقاط قوته، والعمل على تمتينها. إلى جانب تشخيص نقاط الضعف، والاجتهاد في تحسينها. 


ختاماً نقول.. على المسؤولين والمديرين بمراتبهم المختلفة، أن يعوا ويدركوا بأن التحسين المستمر لا سقف له، وبأن لكل مجتهد نصيباً. لذلك لا يوجد بديل عن الأخذ المستمر بأسباب تطوير المسؤول لذاته، إلى جانب تطوير المحيطين به؛ وصولاً إلى أعلى مراتب الجودة في الأداء، والتميز في النتائج.

Email