محفل ثقافي عالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الثقافة أداة رئيسة من أدوات بناء القوة الناعمة للدول، وتعزيز صورتها الإيجابية خارج الحدود، كما تشكل أداة محورية لإحداث التغيير الإيجابي، وبناء جسور الفهم والتواصل بين الحضارات والمجتمعات المختلفة. وتعتبر معارض الكتاب من أهم الأدوات والفعاليات التي تعزز التعاون والحوار الثقافي بين الشعوب، ومنصات مهمة وحقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها.

ضمن هذا السياق، أولت دولة الإمارات الثقافة اهتماماً كبيراً ضمن جهودها لبناء جسور الفهم والتواصل مع الثقافات الأخرى، وترسيخاً لمكانة الدولة وسمعتها في مخيال الشعوب. كما اهتمت بتنظيم ورعاية معارض الكتاب حتى أصبحت هذه المعارض مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب من بين أهم معارض الكتب في المنطقة والعالم.

وتتزين العاصمة الإماراتية هذه الأيام خلال أعمال الدورة الثانية والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب وسط احتفاء شعبي ورسمي يعكس الاهتمام الكبير من قبل الدول والمؤسسات كافة بالثقافة والكتاب.

لقد أصبح هذا المعرض يمثل واحداً من أهم معارض الكتاب في المنطقة والعالم، ووجهة رئيسة لأبرز دور النشر العربية والدولية، ومظهراً من مظاهر ريادة الإمارات الثقافية في المنطقة والعالم. كما أنه يشهد نمواً متزايداً في حجم المشاركة والثقة الدولية، فمع كل دورة يحقق مزيداً من النجاحات والثقة العالمية، ويتضح ذلك من خلال مقارنة النسخة الأولى من المعرض التي عقدت في عام 1981 بمشاركة 50 ناشراً فقط بدورة العام الماضي التي شهدت مشاركة ما يزيد على 1000 ناشر من أكثر من 80 دولة، وهو ما يعكس حجم النمو والانتشار والاهتمام العالمي المتنامي بالمعرض وبدولة الإمارات كعاصمة للثقافة والحوار.

معرض أبوظبي للكتاب ليس مجرد معرض كتاب، إنما محفل ثقافي عالمي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وذلك بما يضمه من فعاليات ثقافية متنوعة، وما تشهده منصاته المختلفة من ندوات وحلقات نقاشية وحوارات فكرية تعكس الثراء والتنوع المعرفي لأكثر من نحو 90 دولة مشاركة في دورة هذا العام.

وتتميز دورة هذا العام من المعرض بأنها تأتي متزامنة مع عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لاستضافة الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، في إكسبو دبي، نوفمبر المقبل، وهو ما انعكس على أجندة معرض هذا العام الذي يركز على مفهوم الاستدامة من خلال العديد من الفعاليات والندوات والجلسات الحوارية التي تدور حول فكر الاستدامة وسبل تفعيلها في شتى المجالات، ولاسيما قضيتي المناخ والأمن الغذائي.

إن انعقاد دورة هذا العام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لهو خير دليل على الأولوية التي تعطيها قيادتنا الرشيدة للثقافة والمعرفة، والدعم الذي تقدمه للصناعات الإبداعية والمعرفية.. وهذا الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة للكتاب والمعرفة وتشجيع الإبداع يفسر جانباً واحداً من قصة نجاح الإمارات وريادتها العالمية.

 

Email