يوم زايد للعمل الإنساني والاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم زايد للعمل الإنساني مناسبة مهمة غالية، نستذكر فيها سيرة باني الوطن والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقيمه المضيئة، قيم البذل والعطاء والتفاني في مساعدة الناس في كل مكان، حتى عرف، رحمه الله، بزايد الخير، لأن أياديه الكريمة البيضاء كانت تفيض بالجود والكرم وغرس الخير في شتى بقاع الأرض، وكانت ممتدة لكل محتاج، لا يبخل على شقيق ولا صديق ولا إنسان، حتى عرفت مدن وقرى ومستشفيات ومساجد وصروح متعددة في مختلف أنحاء العالم باسمه.

لقد أرسى الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، دعائم العمل الإنساني في أبهى صوره، حتى أصبح ذلك سمة بارزة من سمات دولة الإمارات قيادة وشعباً، وأضحى الاهتمام بالعمل الإنساني والإغاثي على رأس أولويات القيادة الحكيمة، لتغدو دولة الإمارات بذلك واحدة من أبرز الدول التي تساهم بشكل مستدام في تقديم المساعدات للعالم كله، وذلك منذ فجر الاتحاد وحتى يومنا هذا، فنهجها في العمل الإنساني نهج راسخ مستدام لا يتوقف، بل يزداد تألقاً وإشراقاً وإسهاماً في تعزيز قيم العطاء والتكافل والتراحم في كل وقت وحين.

وفي ضوء هذا النهج المستدام سطرت دولة الإمارات أروع الصفحات المشرقة في العمل الإنساني، والوقوف بجانب المحتاجين والمنكوبين في كل مكان، حيث انطلقت قوافل الخير وجسور البر والإحسان والمساعدات المتنوعة من أرض دولة الإمارات إلى مختلف أرجاء العالم، وفي مختلف الظروف والأزمات، لتمد للمحتاجين يد العون، وتخفف عن معاناتهم، وتغرس البسمة والسعادة على وجوههم، ونستذكر هنا رؤية المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، التي بينها بقوله: «إن الله سبحانه وتعالى منح الإنسان الخير لكي يسخره لمساعدة آلاف الأيتام والمحتاجين المعوزين، وتخفيف الألم والمعاناة عنهم، ومد يد العون والمساعدة لهم، ورعايتهم، وإدخال البهجة والسرور عليهم»، وما أجمله من نهج إنساني مشرق نتعلمه من مدرسة زايد الخير، حينما يقف الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان في الملمات والأزمات، فيسخّره الله تعالى في أبواب الخير المتنوعة، فهو يتنقل بين هذه الأبواب مستصحباً قيم الرحمة والتكافل.

ويتسم العمل الإنساني لدولة الإمارات بالاستدامة، فإنجازاتها في ميادين الخير لا تنحصر، بل هي تتجدد باستمرار، فها نحن نرى اليوم المبادرات الإنسانية الكثيرة التي تطلقها القيادة الحكيمة لدعم المحتاجين في كل مكان، ومنها مبادرة وقف المليار وجبة، التي تتضمن أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في العالم، والتي تنظم سنوياً في شهر رمضان المبارك، وتساهم في مكافحة الجوع وتوفير الغذاء لملايين المحتاجين، ومن هذه المبادرات كذلك حملة «جسور الخير» لإغاثة المتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا، وغيرها من المبادرات الإنسانية المباركة التي تترجم نهج دولة الإمارات ورؤيتها الإنسانية وقيمها المضيئة في مساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين.

وفي يوم زايد للعمل الإنساني نستذكر هذه الأعمال والمبادرات والقيم النبيلة، ونستلهم من نهج زايد الخير الحرص على استدامة العمل الإنساني، ليكون منهجا حياتياً مستداماً لنا، فنكون بلسماً يداوي جروح المحتاجين في كل مكان، وفي مختلف الظروف والأزمان.

وكم هو عمل جليل أن يكون الإنسان سبباً في تخفيف معاناة المحتاجين، وبث السعادة في نفوسهم، فينال عظيم الأجر من الله تعالى، ويظفر بمحبته ونيل رضاه، فإن أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويتأكد فضل العمل الإنساني والإغاثي في شهر رمضان المبارك، الذي تستحب فيه أعمال البر والإحسان، وتضاعف فيه الأجور والحسنات، بل إن أجر العمل الإنساني في حد ذاته مضاعف، كما قال الله تعالى: {من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيراً}، فكيف إذا صادف ذلك شهر رمضان المبارك الذي يكون ثواب العمل الصالح فيه أكثر مضاعفة وزيادة، ولذلك كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.

وها هو المجتمع الإماراتي يتنافس في أبواب الخير والعمل الإنساني، لأنه مجتمع تربى على الأصالة والكرم وإغاثة الملهوف ونجدة المحتاج، ولذلك فهو يبادر إلى المشاركة في الحملات الإنسانية التي تطلقها الدولة، ويدعم جهودها الإنسانية في كل مكان.

Email