وقف المليار وجبة.. نهج إماراتي مستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قدوم شهر رمضان المبارك شهر الخير والإحسان تتجدد المبادرات الإنسانية التي تزخر بها دولة الإمارات.

والتي تترجم نهجها الإنساني المشرق في مد يد العون للمحتاجين في كل مكان، عبر جسور إنسانية متواصلة تنطلق من أرض دولة الإمارات إلى مختلف بقاع الأرض، لتنثر البسمة والسرور على شفاه المحتاجين، وتكون لهم موئلاً وسنداً في مواجهة ظروف الحياة وتحدياتها، وما أعظمها من نعمة أن يسخر الله تعالى من يحبُّ لنفع عباده أينما كانوا، كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم:

«أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس».

ومن هذه المبادرات الإنسانية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات في شهر رمضان المبارك مبادرة وقف المليار وجبة، التي هي استكمال لمبادرات إطعام الطعام التي انطلقت من أرض دولة الإمارات منذ عام 2020 في شهر رمضان المبارك، وابتدأت بحملة 10 ملايين وجبة، ثم حملة 100 مليون وجبة، ثم حملة المليار وجبة، في طموح إماراتي مستمر لنفع أكبر قدر من المحتاجين، وتعتبر هذه الحملة الأضخم من نوعها في العالم.

وتعكس الدور الريادي لدولة الإمارات في المجال الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً، لتكون الإمارات بذلك شجرة خير وبر وإحسان، تلقي بظلالها على العالم كله، ويقطف ثمارها اليانعة كل فقير ومحتاج، وفي هذا الصدد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «نفتح أبواب الخير لأهل الخير، ونطمح لأن نكون الشعب الأكثر وقفاً لخدمة الإنسانية».

وتسعى هذه الحملة المباركة إلى تقديم الغذاء لملايين الفقراء والمحتاجين حول العالم في مختلف الدول والقارات، وتفعيل دور الوقف بوصفه من أهم الأدوات لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكافل والتعاون بين الناس في أبواب الخير والنفع ومواجهة التحديات المتنوعة، ومنها مكافحة الجوع حول العالم، الذي يعتبر من التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات اليوم.

حيث تشهد الأرقام زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم، من كبار وصغار وأطفال، ويُقدَّر أن 45 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال، وهو ما يزيد من خطر وفاتهم بحوالي 12 مرة.

إضافة إلى ملايين الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من توقف النمو والتطور بسبب نقص العناصر الغذائية الأساسية، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبرى لمواجهة هذا التحدي، والسعي الحثيث لتأمين الغذاء لهؤلاء الملايين من البشر.

وتعتبر حملة وقف المليار وجبة إحدى المساهمات الإماراتية المتميزة لعلاج هذا التحدي، حيث تم تدشين أكبر صندوق وقف لإطعام الطعام بشكل مستدام، لتوفير الغذاء ومساعدة الفقراء حول العالم.

وقد لاقت هذه الحملة الإنسانية بفضل الله تعالى تفاعلاً كبيراً من المجتمع، بمختلف شرائحه وأطيافه، سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد، لأنه مجتمع خير وعطاء، سبَّاق في ميادين البر والإحسان، وخاصة في شهر رمضان المبارك، الذي يقترن بقيم الجود والبذل والعطاء، وقد كان نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أجود الناس بالخير.

وكان أجود ما يكون في رمضان، لأنه شهر يتضاعف فيه ثواب الصدقة، وهو شهر التنافس والتسابق إلى الطاعات، ومن أعظمها الصدقات وإطعام الجوعى وإعانة المحتاجين، كما أن من مقاصد الصيام الشعور بالفقراء والجوعى، فالصائم يذوق ألم الجوع والعطش، ويستذكر من يعانون من ذلك طوال العام، فيكون ذلك سبباً للرحمة والعطف عليهم، والإحسان إليهم.

ويعتبر إطعام الطعام من أعظم الأعمال الإنسانية الجليلة التي ركز عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، في نصوص كثيرة، وارتبطت هذه القيمة الجليلة بفضائل ومزايا عديدة، لما لها من أثر كبير في مكافحة الجوع وإعانة المحتاجين فيما فيه قوام أبدانهم وحياتهم.

فقد جاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأله: أيُّ الإسلام خير؟ فقال: «تُطعم الطعام، وتَقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»، وقال عليه الصلاة والسلام: «خيركم من أطعم الطعام ورد السلام».

فما أجمل أن نسهم في هذه الحملات الإنسانية المباركة، ونكون سبباً في زرع البسمة على شفاه المحتاجين، وخاصة في هذا الشهر المبارك، شهر الجود والعطاء.

* كاتب إماراتي

Email