جائزة التحبير للقرآن الكريم.. من الإمارات للعالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزخر دولة الإمارات بالمسابقات والجوائز القرآنية الكثيرة، التي تفتح أبوابها باستمرار أمام مختلف شرائح المجتمع، صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، ليتنافسوا فيها بكل همة ونشاط.

فما أن تنتهي جائزة قرآنية وتسدل ستارها حتى نجد جائزة قرآنية أخرى تطل على المجتمع بثوبها القشيب، مشتملة على مسابقات قرآنية متنوعة تناسب مختلف الشرائح، ما يعكس العناية الكبيرة بكتاب الله تعالى في دولة الإمارات على كل المستويات، والاهتمام المتواصل بتنشئة الأجيال على قيمه الوسطية السمحة ومبادئه السامية الراقية.

ومن هذه الجوائز القرآنية المتميزة في دولة الإمارات جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، التي تقام كل سنة تحت رعاية كريمة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

وتهدف إلى تشجيع المسلمين في العالم العربي والإسلامي على التنافس في مجال القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وعلومه، وتوجيه الناشئة لفهم روح الإسلام وقيمه الوسطية ورسالته السامية، لتكون هذه الجائزة ونظائرها نوافذ مفتوحة للعالم أجمع تعكس جمال قيم المجتمع الإماراتي ورسالته الإنسانية السمحة.

ولقد سعدت بحضور حفل إطلاق جائزة التحبير للقرآن الكريم في دورتها التاسعة قبل أيام قليلة، والتي تقام تحت عنوان «دورة عام الاستدامة»، مواكبة لمبادرة عام الاستدامة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للعناية باستدامة الموارد وتنميتها لأجيال الحاضر والمستقبل، وتضمن حفل الإطلاق جلسة حوارية حول الاستدامة وأبعادها الشرعية والوطنية والاجتماعية قدمها كوكبة من المختصين.

وإننا لنحمد الله تعالى على أن حبانا بهذا الوطن المعطاء وهذه القيادة الحكيمة الرشيدة، التي لا تألو جهداً في توفير مختلف المناشط التي تخدم المجتمع، وتسهم في سعادته وتنميته وازدهاره واستقطاب مواهبه وتعزيزها، ومنها الجوائز والمسابقات القرآنية، التي تستثمر أوقات الناشئة فيما يعود عليهم بالنفع والخير في دنياهم وأخراهم، وتسخر الكوادر البشرية والجوائز المالية لدعمهم وتحفيزهم، ليكونوا خير جيل داعم لوطنهم وقيادتهم ومجتمعهم.

وهذه العناية المتميزة بالقرآن الكريم والتي نلحظها في دولة الإمارات هي إرث غرسه مؤسس هذه الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي اعتنى بالقرآن الكريم عناية فائقة، وسارت القيادة الحكيمة على هذا النهج من بعده، لما يمثله القرآن الكريم من منبع زاخر للقيم الإيمانية والروحية والرقي الأخلاقي والتسامح والتعايش والوسطية والاعتدال ومفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة.

كما قال الله سبحانه: {إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنَّ لهم أجراً كبيراً}، ووصف الله كتابه العزيز بأنه نور وهداية، فهو منارة تشرق بكل خير وسعادة على البشرية جمعاء، قال عز وجل:

{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}، فحريٌّ بنا أن نتمسك بهديه القويم، ونعزز قيمه الوسطية المعتدلة السمحة، التي تصون الأجيال، وتنير لهم طريقهم.

وبهذه المناسبة نشجع جميع فئات المجتمع على المشاركة في مثل هذه المسابقات القرآنية القيمة، وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الذي اقترب حلوله، نسأل الله أن يبلغنا إياه، ومن مزاياه أنه شهر القرآن.

حيث أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان}، فما أجمل أن نستثمر أيام شهر رمضان في العناية بالقرآن الكريم، تلاوة وحفظاً وتنافساً عليه في المسابقات القرآنية المتنوعة، ونشجع على ذلك أبناءنا وبناتنا، ليكونوا من حفظة القرآن الكريم، ويستنيروا بنوره السمح المبين.

وأخيراً نشكر القائمين على جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه على جهودهم المميزة في خدمة كتاب الله تعالى، وتحفيز المجتمع على حسن تلاوته وتجويده، كما نشكر جميع القائمين على مختلف الجوائز القرآنية التي تزخر بها دولة الإمارات، أرض الإبداعات والمواهب والقيم الراقية.

* كاتب إماراتي

Email