أدوات الرقابة الاستراتيجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الرقابة الاستراتيجية المرحلة الأخيرة لمراحل تطبيق الإدارة الاستراتيجية، ويتلخص دورها في كونها العملية الرقابية للاستراتيجية كلها، ويقصد بالرقابة الاستراتيجية النظام الذي من خلاله نتعرف على مستوى تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة للوقوف على مدى النجاح الذي حققته ومدى وصولها لغايتها وأهدافها، وذلك عن طريق مقارنة وتقييم ما تم تنفيذه مع ما خُطط له، وبناء عليه يتم تعديل الاستراتيجية بناءً على نتائج التنفيذ، حيث تعد الرقابة الاستراتيجية جزءاً رئيسياً للتأكد من سلامة سير المنظومة والمؤسسة، والتي هي عبارة عن مراحل الإنجاز كما تم التخطيط لها.

في الماضي كانت هناك وجهات نظر ترى أن الرقابة الاستراتيجية معتمدة على مقارنة النتائج بالمعايير التي سبق تحديدها بعد الانتهاء من مرحلة التنفيذ، ومن ثم يتم اتخاذ الإجراءات التصحيحية، إلا أن هذه الوجهات ثبت خطؤها بالنسبة للرقابة الاستراتيجية، فلا يعقل أن ننتظر حتى تطبق الاستراتيجية، والتي يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى عدة سنوات، ويمكن خلال هذه السنوات حدوث تغييرات تعمل على تهديد نجاح المؤسسة أو المنظومة، ولذا لا بد من أن تكون الرقابة الاستراتيجية مستمرة وبديلاً للرقابة التقليدية.

ونظراً لتوسع مفهوم الرقابة الاستراتيجية تتعدد الوسائل والأدوات الخاصة بها، ونذكر منها على سبيل المثال: التدقيق الداخلي إحدى الأدوات الهامة في بيئة العمل، ودعم أساسي للإدارة والمساهمين والمدققين الخارجيين، ويقصد به النشاط التقويمي الذي يهدف لتدقيق العمليات المالية والمحاسبية وغيرها، وتعتمد عملية التدقيق الداخلي على التأكد والتحقيق والتقرير.

ومن أدوات الرقابة الاستراتيجية أيضاً التفتيش البيئي وهو التقييم الاختياري الشامل للأنشطة التي تخضع لقوانين البيئة من أجل تحديد مدى الالتزام بقوانين البيئة وتشريعاتها وعدم مخالفتها، وكذلك هناك المؤشرات كإحدى أدوات الرقابة الاستراتيجية. وتعد «مؤشرات الأداء» نوعاً من أدوات تقييم وقياس أداء المؤسسة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وتستخدم في قياس مدى التقدم الذي أحرز في أداء العمليات، وهناك أنواع مختلفة من مؤشرات الأداء كمؤشرات الكفاءة ومؤشرات الفعالية ومؤشرات الإنتاجية ومؤشرات وقت التشغيل ومؤشرات مستوى الجودة.

وهناك التقارير التعقيبية، وهي عبارة عن عرض مكتوب لحقائق ومعلومات متعلقة بموضوع معين من خلال تحليله وتقديم توصيات واقتراحات مناسبة لنتائج التحليل، وتختلف التقارير بناءً على الهدف منها، سواء كانت تقارير إدارية أو فنية أو غيرها، ودون وجود تلك التقارير التعقيبية لن تستطيع الإدارة السيطرة على منشآتها وقيادتها بطريقة صحيحة.

وتكمن أهمية أدوات الرقابة الاستراتيجية بالنسبة للمؤسسات في كونها أدوات فعالة تعمل كتغذية راجعة تفيد بمدى جودة أداء المؤسسة أو المنظمة وأعضائها في التوقيت المناسب، كما أنها تقدم وسائل تعمل على تحفيز الموظفين على العمل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتسهم في تقليل الأخطاء التي يمكن أن تتراكم وتزداد من خلال الأعمال الروتينية.

وبالرغم من مدى أهمية الرقابة الاستراتيجية إلا أن هناك بعض السلبيات أو المعوقات من بينها الإفراط في استخدام أدوات الرقابة، حيث تسعى الإدارة لمراقبة ومتابعة العديد من الأنشطة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة وتجنب الانحرافات والأخطاء، لكن الذي يحدث أنه يتم مراقبة ومتابعة كل شيء حتى قرارات العاملين الشخصية، وكذلك أن تكون الرقابة غير دقيقة، وفي الختام فإن أي مؤسسة تسعى للنجاح لا بد أن تضم جهازاً رقابياً لمتابعة أداء العاملين، وأن تكون الرقابة متوفرة في كافة المستويات الاستراتيجية.

Email