الإمارات منارة لخدمة القرآن وترسيخ الاعتدال

ت + ت - الحجم الطبيعي

من نعم الله علينا في دولة الإمارات أن حبانا بقيادة حكيمة رشيدة، تعمل على إسعاد الإنسان وبنائه، وتزويده بالقيم الإيجابية، وترسيخ هويته وانتمائه الديني والوطني، ولذلك اعتنت بالمجالات كافة التي تسهم في إسعاد الإنسان وبنائه بناءً متكاملاً، حتى أضحت دولة الإمارات صرحاً متلألئاً في كل المجالات والميادين، متميزة في عمقها العربي والإسلامي والإنساني.

ومن المجالات التي اعتنت بها دولة الإمارات عناية كبيرة مجال خدمة القرآن الكريم، كونه كتاب الله تعالى الخالد، الذي فيه شفاء الصدور، وراحة النفوس، وتهذيب السلوك، وترسيخ السماحة والاعتدال، وتحصين الناشئة والارتقاء بهم، كما قال مؤسس دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

مبيناً أثر القرآن الكريم في بناء المجتمع وتحصينه: «إيماننا بكتاب الله هو أكبر عاصم يعصمنا من الخطيئة، وإذا رجعنا إلى كتاب الله نجده قد احتوى على كل ما ينفع الناس، وينظم العلاقة بين العبد وربه، والعلاقة بين الإنسان وأهله وجيرانه وأصدقائه وزملائه».

إن دولة الإمارات منارة مشرقة لخدمة القرآن الكريم، وذلك من فجر تأسيسها وحتى يومنا هذا، ويتجلى ذلك في صور كثيرة متنوعة تزخر بها الدولة، سواء عبر تشييد ودعم الهيئات والمؤسسات القرآنية، والمراكز المنتشرة التي تُعنى بتحفيظ القرآن الكريم، ويتعلم فيها آلاف الطلبة والطالبات ومختلف شرائح المجتمع.

ويتقنون تلاوة القرآن الكريم وتجويده وتعلم علومه والتحلي بقيمه السمحة، أو عبر الجوائز والمسابقات القرآنية المتنوعة، المحلية والدولية، التي تزخر بها دولة الإمارات، وتفتح أبواب التنافس للجميع، للذكور والإناث، على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وأعراقهم.

ويتم فيها تكريم مئات الفائزين والفائزات سنوياً، أو عبر الجامعات والكليات التي تعنى بتدريس القرآن الكريم وعلومه للطلبة والطالبات، لإعداد أجيال من الخريجين المتميزين المتمسكين بهدي القرآن الكريم، أو عبر مراكز طباعة المصحف الشريف، التي تطبع سنوياً ملايين المصاحف، بالخطوط والقراءات المعروفة كافة، وتنشرها في أرجاء العالم كافة، أو عبر إذاعات القرآن الكريم، التي تصدح بتلاوة القرآن الكريم بأعذب الأصوات وأجملها بحمد الله تعالى، إلى غير ذلك من مظاهر عناية دولة الإمارات بالقرآن الكريم وعلومه والتي لا يمكن حصرها في هذا المقال.

ومن الأمثلة على الجوائز القرآنية المتميزة في دولة الإمارات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وجائزة الشارقة للقرآن الكريم، وجائزة القرآن الكريم التي تنظمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وجائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي ختمت دورتها الحادية والعشرين قبل أيام، وقد احتفت بتكريم كوكبة من الفائزين والفائزات في مسابقاتها القرآنية المتنوعة.

وذلك في حفلها السنوي، الذي أقيم برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة حفظه الله، والذي يحرص كل سنة على تكريم الفائزين بنفسه، دعماً لحفظة القرآن الكريم واحتفاءً بهم، وتشجيعاً للمجتمع على الإقبال على القرآن الكريم وحفظه والتحلي بقيمه السمحة التي تحث على كل خير وفضيلة.

وهذا الحضور الكريم الذي نراه من قيادتنا الحكيمة في هذه المحافل القرآنية المباركة، وحرصهم على تكريم حفظة القرآن الكريم والاحتفاء بهم بأنفسهم، ليعكس مكانة القرآن الكريم في قلوب أبناء هذا الوطن، قيادةً وشعباً، كما أنه يترجم العمق الإسلامي الراسخ لدولة الإمارات، وهو عمق استراتيجي متجذر وممتد، لا يستطيع أحد التشكيك فيه.

فإن جهود دولة الإمارات في خدمة القرآن الكريم محلياً ودولياً مشهودة، وهي تنبع من هويتها الراسخة، وامتدادها الإسلامي، ولذلك فهي منارة لخدمة الإسلام والمسلمين، وترسيخ الصورة الناصعة لديننا الحنيف، واستقطاب المواهب القرآنية المتنوعة وتنميتها، وتكريم حفظة كتاب الله تعالى، وتعزيز دور القرآن الكريم في المجتمع.

ومن الواجب على الأجيال استثمار هذه الفرص التي توفرها القيادة الحكيمة عبر تلك الجوائز والمسابقات وغيرها، لتنمية مواهبهم في حفظ القرآن الكريم، والاستنارة بقيمه المشرقة، وترجمته واقعاً عملياً في سلوكهم الحضاري، وأخلاقهم الفاضلة، ومواطنتهم الصالحة الإيجابية، ليكونوا بذلك خير جيل ينهض بوطنه ومجتمعه، ويعلي رايته في مختلف المحافل، ويصطف مع قيادته الحكيمة، ويستنير برؤيتها في تنمية الإنسان ونهضة الوطن وازدهاره.

* كاتب إماراتي

Email