من قمة الحكومات إلى «آيدكس».. فن صناعة المعارض والمؤتمرات

اختتمت فعاليات النسخة الأكبر في تاريخ معرضي آيدكس ونافدكس 2023، اللذين أقيما في الفترة ما بين 20 و24 فبراير الجاري في إمارة أبوظبي، واللذين رسخا مكانتهما باعتبارهما من أكبر وأهم المعارض في قطاع الصناعات الدفاعية على الصعيد العالمي. وشهدت نسخة هذا العام نجاحاً استثنائياً على أصعدة مختلفة، فمن ناحية، حققت هذه النسخة أرقاماً قياسية، باعتبارها الأكبر في حجم المشاركات والصفقات، حيث تجاوز عدد الوفود الرسمية المشاركة 367 وفداً من أنحاء العالم، فيما تجاوز حجم الصفقات نحو 23 مليار درهم. ومن ناحية أخرى، شهدت هذه النسخة مشاركة أقوى وأكثر فعالية من قبل الشركات الوطنية، التي وصل عددها إلى 216 شركة، بنسبة نمو بلغت 50 %، مقارنة بالدورة السابقة، في تأكيد واضح على تطور الصناعات الدفاعية الوطنية، والتي تنامت سمعتها الدولية بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، واستطاعت أن تفرض نفسها كمنافس قوي ومهم للشركات العسكرية الكبرى في العالم. ومن ناحية ثالثة، شهد معرضا آيدكس ونافدكس على مدار خمسة أيام، الإعلان عن العديد من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية، ما يؤكد أهمية الدور الذي يلعبه المعرضان في دعم الصناعات الوطنية، ونقل وتوطين المعرفة، والمساهمة في الترويج للمنتجات المحلية في الأسواق العالمية.

علاوة على ذلك، فقد رسخت نسخة هذا العام مكانة المعرضين، باعتبارهما منصة دولية مهمة لتبادل المعرفة والخبرات حول تطور صناعة الدفاع عالمياً، واتجاهات المستقبلية، لا سيما في ظل الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، وهو ما كان واضحاً في كثير من التكنولوجيات والأنظمة المعروضة في المعرضين من كبريات الشركات العالمية وحتى الوطنية.

هذا النجاح الاستثنائي الذي حققه معرضي آيدكس ونافدكس 2023، جاء بعد أسابيع قليلة من النجاح الاستثنائي أيضاً، الذي شهدته القمة العالمية للحكومات في دبي، والتي تميزت بمشاركة عالمية واسعة، شملت 20 رئيس دولة وحكومة، و250 وزيراً، و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين، عكست التأثير الكبير الذي باتت تشكله القمة في رسم التوجهات العالمية، وتعزيز تعاون الحكومات لتحقيق غدٍ أفضل للبشرية. كما أنه جاء بالتزامن مع نجاح معرض «جلفود» العالمي الذي نظمته دبي، ويعد الفعالية الأكبر في العالم لتوريد الأغذية، وتعزيز التعاون بين مجتمعات الأطعمة والمشروبات في العالم، حيث شارك في المعرض ما يزيد على 4000 شركة من أكثر من 120 دولة. وقبل ذلك، كان النجاح الكبير لمعرض إكسبو2020 دبي، والذي وصف بحق، بأنه النسخة الأنجح والأهم في تاريخ المعرض الطويل.

هذه النماذج وغيرها الكثير من المعارض والمؤتمرات الدولية التي تستضيفها دولة الإمارات بانتظام، وبتنامٍ ملحوظ، يمثل تأكيداً على الأهمية المتزايدة، والتطور الكبير الذي تشهده صناعة المعارض والمؤتمرات في الدولة، والتي تعزز مكانتها على الخريطة العالمية، كما أن هذه الصناعة أصبحت تشكل رافداً مهماً لدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية المستدامة في الدولة، حيث تخدم قطاعات اقتصادية عديدة أخرى، مثل قطاعات السياحة والسفر والفنادق وصناعة الأغذية والصناعات الدفاعية والثقافية المختلفة، إلى جانب الإسهام في تطوير السياسات والصناعات الوطنية في المجالات المختلفة، وهذه كلها توفر مصادر دخل مهمة لكثير من الأفراد والمؤسسات العاملة فيها، ما يعزز النمو الاقتصادي للدولة، ويرسخ أهميتها كمركز لصناعة المعارض الدولية، وقبل ذلك إبراز قصة نجاحها الاستثنائية، وتعريف العالم كله بها.

 

* كاتبة إماراتية