ماذا لو..

كنا أكثر مرونة مع القيعان والقمم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

من غير الطبيعي أن تسير الحياة على وتيرة واحدة. مهما بدت لنا حياة الناجحين مستقرة وثابتة، لا بد من مرورهم بقيعان الفشل وقمم النجاح سواء صرحوا بذلك أو لم يصرحوا.

لا يوجد شخص على وجه الكرة الأرضية، لم يمر بالقيعان والقمم، ولكن ما يميز الأكثر ثباتاً ونجاحاً ليس بغياب القيعان والقمم وإنما بكيفية التعامل في الخروج من القاع والثبات أكبر فترة ممكنة في القمة والاستعداد للنزول لقاع آخر ومن ثم الخروج منه مجدداً بمرونة نفسية.

الثبات والهدوء لا يأتيان عن طريق الصدفة، فأعظم إنجازاتنا تبدأ من معرفة أنفسنا حق المعرفة، محبة أنفسنا بتوازن وتقديرها، واحترام إخفاقاتنا وتقبلها، والعمل على التحسين المستمر لذواتنا مع عدم رغبتنا في أن نكون أشخاصاً آخرين. بالإضافة إلى الاستمرار في اكتشاف من نحن وكيف يمكن أن نكون نسخة أفضل من أنفسنا، خصوصاً في التعامل مع القيعان والقمم. ما هي الحياة؟ عبارة عن لعبة مزودة بقوانين عرفها من عرف وجهلها من جهل، من يلعبها بالشكل الصحيح ويلتزم بقوانينها أو من يغير قوانينها بفهمه المتقدم، هو من يحصد فيها الثمرات.

قد يبدو لك النجاح والفشل أو القمة والقاع نقيضين ومختلفين، لا تظنهما كذلك فهما في الحقيقة متشابهان وبينهما اتصال بشكل أو بآخر. النجاح والفشل، القمة والقاع هما وجهان لعملة واحدة.

وحدهم الفائزون يعرفون كيف يستفيدون من وجودهم في القاع لمعاودة تسلق القمة مجدداً ولكن باستعداد أفضل. كلما كان القاع أكثر عمقاً، هناك احتمال أن تكون القمة أكثر ارتفاعاً.

في النهاية، نحن المسؤولون عن تولي زمام حياتنا وعلينا أن نجعل من تسلق القمة شيئاً ممكناً وممتعاً. الإيمان، والمرونة، والإصرار، كلمات دائماً ما ترافق متسلقي القمم.

ماذا لو أدركنا بأن مقدرتنا على تخيل صعودنا القمم أهم من معرفتنا الأدوات والاستراتيجيات للتسلق؟ ماذا لو أدركنا بأن تصالحنا مع ذواتنا، يجعلنا أكثر مرونة في التعامل مع القيعان والقمم؟

Email