التفاؤل منهج لحياة أجمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

التفاؤل المفترض أن يكون جزءاً من حياتنا المعاصرة، لأن الشخص المتفائل، يستطيع مواجهة ظروفه، وتجاوزها بكل يسر وهدوء وصبر، لقد عرف عن رسولنا الكريم ﷺ، أنه كان يعجبه الفأل، فقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول (بشروا ولا تنفروا، يسروا ولا تعسروا).

وقوله: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله». وهذه من أجمل صور التفاؤل، ومحبة الله والثقة به، وحسن التوكل عليه. وقد ثبت لدى العلماء، أن التفاؤل يدفع دائماً نحو المستقبل المشرق، كما أن بعض الدراسات أثبتت أن الصحة الجيدة وطول العمر، لها علاقة بالإنسان المتفائل، وذلك لأن التفاؤل والسعادة والفرح، حتماً سوف تنعكس بصورة إيجابية، وتسهم في تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان، والتغلب على الأمراض المزمنة.. التفاؤل يدفع نحو السعادة والإيجابية، لذلك، تمر علينا تجارب لأشخاص متفائلين، استطاعوا الشفاء من التجارب المحبطة التي تعرضوا لها بشكل أسرع، وكانوا يجدون الحلول والبدائل بكل مهارة، ودون التفاؤل، سوف تصبح حياتنا مليئة بالسوداوية، والبقاء في مستنقع الأسف والحزن، والاستسلام للأفكار المحبطة. إن التفاؤل سلوك يمكن لكل واحد منا أن يكتسبه في أي مرحلة عمرية نمر بها.

أحياناً نؤذي أنفسنا بأيدينا، حينما نسمح لتلك الأوجاع والآلام النفسية، أن تؤذينا بسهولة، ونسمح للآخرين بتقييم حياتنا، ونستسلم لكلماتهم الموجعة، لا تسمح لتلك الكلمات أن تكسرك، فالمُلام أنت، حينما فتحت باب قلبك وعقلك، وسمحت للآخرين أن يؤذوك بطريقتهم، نعم، نحن نحتاج للتفاؤل الشخصي لإبعاد التشاؤم واليأس من تفكيرنا، ولا نحتاج من يحطمنا ويكسر فرحتنا بالغد.

ثبت علمياً، أن الإنسان قادر على أن يغذي نفسه بمشاعر الاطمئنان، فالتفاؤل عملية تقوم على الثقة والتحمل والأمل والصبر والاطمئنان، والمتفائل يفسر الأزمات بكل إيجابية، ودون مبالغة، ويبعث في النفس الأمن والطمأنينة، التشاؤم مظهر من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد، فهو يستنزف طاقة الفرد، ويقلل من نشاطه، ودوافعه، كما أن أسلوب التفسير التشاؤمي، يؤدي إلى انخفاض مستوى الأداء الأكاديمي والمهني.

هذه كلمات ليست من فراغ، إنما من دراسات علمية، تؤكد أن الإنسان هو الذي يستطيع أن يقرر مصيره أو مستقبله، بتفاؤله وإيمانه وثقته برب العالمين، وليس بإرخاء السمع للآخرين.. يجب أن تثق بنفسك، وأن تغمرها بالتفاؤل والثقة بالله، هي نصيحة باختيار التفاؤل منهج حياة، وجعله سلوكاً في حياتنا، لأن هذا يقودنا نحو النجاح الاجتماعي والوظيفي، والاستقرار النفسي والسعادة.. دعونا نتفاءل، لحياة أفضل وأجمل.

Email