لبنة أولى في صرح الخمسين الثانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بعيد الاتحاد الأول في الخمسينية الثانية التي تطمح فيها إلى أن تكون الدولة الأفضل على الإطلاق في العالم.

وتشير الإنجازات التي تحققت في هذا العام إلى أمرين بالغي الأهمية والدلالة: الأول نجاح الدولة في مواصلة مسيرة التميز والإنجازات في مختلف المجالات برغم كل التحديات العالمية التي فرضتها تبعات الحرب الأوكرانية والأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم واستمرار تبعات جائحة كوفيد- 19. والثاني أن هذه الإنجازات جاءت ضمن خطط ومشاريع الخمسين التي أقرتها القيادة الإماراتية الرشيدة ضمن خططها الطموحة لتحقيق الريادة العالمية في نصف القرن المقبل.

وهذان الأمران يعنيان بوضوح أن دولة الإمارات ماضية بعزم في مسيرتها المستقبلية ولن يمنعها شيء عن تحقيق أهدافها الطموحة للمستقبل.

فعلى المستوى الاقتصادي، حافظت الدولة على أدائها الاقتصادي القوي في العام الحالي، وتوقع «صندوق النقد الدولي» أن يتجاوز النمو في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات هذا العام 6 % مقارنة بنحو 3.8 % في عام 2021، ما يشير إلى التعافي الكامل للاقتصاد الوطني وقدرته على امتصاص الصدمات الخارجية ومواصلة مسيرته التنموية، وهو أمر يعود بالأساس إلى السياسات الحكيمة التي تبنتها القيادة الإماراتية الرشيدة في المجال الاقتصادي والتي عززت المرونة الاقتصادية، وجهودها المستمرة الرامية إلى تنويع الاقتصاد وخفض اعتماده على عائدات الصادرات النفطية، مع تسريع خطوات التحرك في اتجاه بناء الاقتصاد المعرفي القائم على الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، وتوظيف العائدات النفطية في دعم هذه القطاعات الاقتصادية المستقبلية تأكيداً لما تضمنته وثيقة مبادئ الخمسين.

وعلى المستوى السياسي، شهد العام الحالي تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، مقاليد السلطة خلفاً لأخيه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ليبدأ سموه حلقة جديدة في مسيرة تطور دولة الإمارات العربية المتحدة عنوانها الرئيس الانطلاق نحو المستقبل وتحقيق ريادتها العالمية، بعد مرحلتي التأسيس والتمكين. كما أن التفاف الشعب الإماراتي القوي خلف قيادته وحبه لها، هو الأساس الذي ضمن للدولة استقرارها وتقدمها في نصف القرن الماضي، وهو أيضاً الذي سيضمن لها تقدمها وريادتها في الخمسين عاماً الجديدة من عمرها.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، عززت دولة الإمارات من صورتها حليفاً موثوقاً به لجميع الدول والقوى الدولية عبر نهجها المتوازن في السياسة الخارجية وهو ما أهلها للقيام بدور الوساطة بين روسيا والدول الغربية في محاولة لاحتواء الصراع المتفجر في أوكرانيا ووأد الحرب وتجنيب العالم المزيد من التبعات المترتبة عليها، كما شاركت بفاعلية في قمة المناخ «كوب- 27» في مصر، وفي قمة العشرين التي استضافتها إندونيسيا. وبرز دورها العالمي المسؤول مرة أخرى بتوقيع شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاوات في كلا البلدين وفي مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035 وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي.

تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة مع كل عام يمر على تأسيسها أنها نشأت لتكون دولةً نموذجاً في جميع ميادين التطور البشري والقيم الإنسانية السامية، ومع كل عام تضيف المزيد من عناصر الريادة لسجلها المشرف وصورتها المضيئة وسمعتها الإيجابية التي غطت كل أرجاء الكون. وبالطبع لم يكن هذا ليحدث لولا وجود قيادة رشيدة وحكيمة آلت على نفسها إلا أن تضع الإمارات في المكان اللائق لها عالمياً، أفضلَ بلدان العالم.

Email