إشراقات وحدوية في يوم العلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز دولة الإمارات بصرحها الوحدوي المشرق، وذلك منذ قيام الاتحاد على يد القادة المؤسسين، الذين غرسوا قيم الوحدة والتلاحم والتكاتف بين أبناء مجتمع الإمارات، ليكونوا كالجسد الواحد، يتشاطرون الرؤى والمصير، تحت ظل قيادة حكيمة، لا تألو جهداً في بناء أمة ناهضة متلاحمة، تتسلح بقيمها الراقية، ومبادئها العالية، وبعزمها وإصرارها على تحقيق الريادة والصدارة يداً بيد في مختلف الميادين والمجالات.

لقد ضربت دولة الإمارات أروع الأمثلة في وحدة نسيجها المجتمعي، وتلاحم صفها الوطني، حتى أضحت قيم الوحدة والاتحاد متجذرة في عروق كل إماراتي، ينبض بها قلبه، وينطق بها لسانه، وتترجمها مواقفه، وإذا ذُكرت الوحدة والاتحاد ذُكرت دولة الإمارات، التي ترجمت هذه القيم ورسَّختها في مختلف المناسبات والمبادرات، ومن ذلك مبادرة يوم العلم التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

لقد رفرف هذا العلم أول مرة عند قيام هذه الدولة المباركة، ليروي للعالم ملحمة وطنية أبطالها هم أبناء هذا الوطن قيادةً وشعباً، الذين اجتمعوا واتحدوا، وغلَّبوا مصالحهم العليا، فكان ذلك سبباً في تطورهم وازدهارهم ورفعتهم، إنه يروي عن أصالتهم، وبُعد نظرهم، وعلو هممهم، وما تحلّوا به من قيم التكافل والتكاتف، التي استمدوها من جذورهم العميقة.

وما ترك لهم الأجداد من إرث حضاري مشرف، وما دعاهم إليه دينهم الحنيف من الاجتماع ونبذ الخلاف، فلبوا نداءه، وانضموا جميعاً تحت راية واحدة، لتكون هذه الإشراقات الوحدوية إرثاً وطنياً راسخاً تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، وتحافظ عليها بالغالي والنفيس، ويبقى العلم شاهداً على هذا الإنجاز وتلك القيم.

ومع كل نسمات هواء تداعب علمنا الوطني في سماء المعالي نستحضر ما تحقق بفضل الله تعالى من إنجازات عظيمة في شتى النواحي والمجالات، وقد قال الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}، ومَن قارن بين الماضي والحاضر ووضع الصورتين بجانب بعضهما لرأى البون الشاسع والتغير الشامل في كل المجالات.

وكم تحقق في فترة وجيزة جداً من إنجازات نوعية قلّ مثيلها في تاريخ الدول والشعوب، شملت الحياة المعيشية والاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها، ولا يزال هذا العَلَم يعلو ويعلو كل يوم مع تجدد الإنجازات التي لا حدود لها، في وطن لا يعرف أهله المستحيل، وفي ظلّ رؤية قائد ملهم فذ، سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي ينقل الوطن من ريادة إلى ريادة، ومن إنجاز نوعي إلى إنجاز نوعي آخر.

يرفرف هذا العلم في شتى بقاع الأرض، ليعكس إشراقات وحدوية على كافة المستويات، ومنها تكاتف المجتمع الإماراتي في العمل الإنساني، وما يتحلى به من قيم الرحمة والعطف وحب الخير للغير، حتى تميزت دولة الإمارات بالمبادرات الإنسانية التي تجوب الأرض، لتمسح على جراح الفقراء والمساكين والمحتاجين والمنكوبين أينما كانوا، وتسهم في مواجهة التحديات التي تعصف بالبشر، سواء ما يتعلق منها بالجوع أو الأزمات الغذائية أو الوبائية أو الكوارث أو الحروب والصراعات وغيرها، ليكون هذا العلم رمزاً للخير والبذل والعطاء والتسامح والسلام.

وتتجدد في يوم العلم قيم الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي المعطاء، والتعاون على حمايته، والتكاتف من أجل استدامة أمنه واستقراره، والوقوف بوجه كل من يريد المساس به، فهو يمثل معاني الشجاعة والتضحية والفداء، وما سطره جنودنا البواسل من بطولات خالدة، وما تقوم به مؤسساتنا الأمنية والشرطية من واجب حماية الوطن، وصيانته من الأيادي الخبيثة والماكرة، بمن فيهم تجار السموم وغيرهم، الذين يريدون تخريب عقول الشباب وتدميرهم، وكذلك حماية الوطن من أفكار التطرف والأجندات الدخيلة، ومن الجرائم على اختلاف أنواعها.

يرتفع علم دولة الإمارات في كل مكان من ثرى هذا الوطن، يرفعه المواطنون والمقيمون، ليعبروا جميعاً عن فخرهم واعتزازهم وحبهم لهذا الوطن الذي يستظلون بظله، وينعمون بأمنه واستقراره، ويعملون من أجل رفعته وازدهاره.

* كاتب إماراتي

Email