ما العيب في لغتنا العربية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل أحد الأصدقاء إلى إحدى المقابلات الوظيفية، وكان متحمساً جداً أثناء وجوده في إحدى كبرى الشركات المهمة، ومع بداية الحديث قيل له سنبدأ باللغة الإنجليزية، فكان الأمر عادياً بالنسبة له، ومع منتصف المقابلة، التي كانت أكثرها باللغة الإنجليزية سوى كلمة السلام عليكم فقط! حتى وصل لسؤال هل تستطيع صنع محتوى باللغة غير العربية، فرد عليه صديقي وماذا بها لغتنا العربية؟ أنت ابن جلدتي، واللسان واحد، والقيم واحدة إذا جئت سنتحدث العربية، ونتراسل بالعربية، وسنتخاطب بالعربية، فأصاب الرجل بالخجل من ردة فعله.

لماذا أصبح الكثيرون يعتقدون أن اللغة الأصلية عائق لكثير من الممرات، ولا يدرك أنها ترجمة للواقع، الذي نعيش فيه، فهي من الهوية ورمز لثقافتنا الأصيلة، إن وجودنا مربوط بوجود لغتا فإذا انتهت سننقرض.

لا يمكن ربط الانعكاس الحضاري بتعلم لغة أخرى فقط، فبناء الحضارات بتواصلها لا بطمس اللغة الأصلية. إن اللغة العربية ما زالت وسيلة للتواصل الإنساني عند الغرب، ولكن الكثيرين يفتقدون للقناعة، وهي مكون أساسي للهوية الإسلامية والعربية.

الاعتزاز بقدر لغتنا هو اعتزاز بالانتساب إليها دون الحاجة إلى تجاهل اللغات الأخرى، لأن كلنا سيفتخر بلغته الأمم، مع الإدراك التام بأنها اللغة التي سترافقك في المستقبل، لأن النسيج الاجتماعي الأسري المحافظ على لهجته هو الأمل الوحيد للمحافظة على اللغة العربية، لأن فيها مخاطبة وممارسة.

النداء الأخير.. هناك من يعادي لغتنا، ويريد من الأجيال تركها أو طمسها بلغات أخرى، والواجب السعي في زراعة الانتماء بها؛ فبقاؤنا من بقائها.

Email