الثقة مفتاح للتواصل مع الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول جون آدير، في كتابه «أعظم مائة فكرة»: «إذا كنت تريد أن تتواصل بشكل جيد في عملك، وفي حياتك الشخصية أيضاً، يجب أن تسعى لبناء علاقات مع الآخرين، وليس بإمكانك أن تقوم بذلك دون أن تسعى لتحقيق تواصل موجه نحو الحقيقة ويسير في اتجاهين من خلال التناوب بين الاستماع للآخرين والتحدث إليهم. المكون الأساسي في أي قصة إنسانية هو توليد الثقة المتبادلة، وهذا هو الناتج الثانوي عندما يتوافر لدى كل الأطراف الاستعداد والشجاعة لقول الحقيقة لك».

مع الثقة لا يمكن أن تنمو أشواك سوء التفاهم، لا يمكن لشخص يثق فيك أن يسوء فهمه تجاهك، هذا بديهي، لكن للوصول لثقة الآخرين فأنت تتطلب الكثير من مهارات الاتصال الفعال القوي، وأيضاً تحتاج لمحتوى مقنع عميق وإيجابي، لا تحسب أن الثقة تولد بشكل عفوي أو يمكن تحقيقها دون عمل مضنٍ ومخلص، لو قدر وقام شخص ما بالجنوح نحو الأكاذيب فإنه أوجد هوة بينه وبين الآخرين خصوصاً المقربين منه، لا يمكنهم الثقة به وهذه العملية من عدم الثقة مع تراكمها واستمرارها تنشئ سوءاً للفهم تجاهه حتى وإن تغيرت سلوكياتك وبات لا يتحدث إلا بالحقيقة والصدق، سيكون سوء الفهم ماثلاً وقوياً، أو سيكون حاضراً وله الكلمة العليا في مختلف جوانب عملية التواصل والاتصال، وكما قال المؤرخ الروماني ليفيوس: «عند فقدان الثقة، تفشل كل التفاعلات الإنسانية» وهو محق تماماً فليس الانفصام الذي يحدث في مجال التواصل ولا في نشوء سوء الفهم، بل في ما هو أعم وأشمل وهي الحياة الاجتماعية برمتها، فإذا كانت ممارسة مثل هذه «الثقة» لها كل هذا التأثير الكبير على نشوء سوء الفهم والتفاهم، فكيف بجوانب أخرى من حياتنا؟ وكيف سيكون أثرها على حياتنا الاجتماعية برمتها.

إذا أردنا أن نوجد حالة من التفاهم البيني أو التفاهم المجتمعي، وأن نضع سوء التفاهم في أقل نطاق ممكن ونقلل من وجوده بيننا، فإننا نحتاج لتهيمن جملة من السلوكيات الإيجابية مثل تقوية التواصل مع الآخرين، وأن تكون رسالتنا – كلماتنا – قوية وواضحة وصادقة، وفي اللحظة نفسها نمنح الآخرين فرصة الحوار معنا بعفوية وببساطة، ولا ننسى أن المصداقية والحقيقة دوماً مفتاح لكنز ثمين في مجال محاصرة سوء التفاهم، نحن لن نقضي على سوء الفهم والتفاهم بين الناس، لكن من الممكن كأفراد تعلم فنون محاصرتها وكسب ودّ وثقة الآخرين وبالتالي تقبلهم بدلاً عن رفضهم، والتركيز على إيجابيتهم بدلاً عن سلبيتهم.

 

Email