المواقف الحياتية بين الإحباط والفرح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تكون إنساناً محملاً بالطموح، ومشغول التفكير في مستقبلك، فهذا دليل وعي ويقظة وأيضاً معرفة، لأن التفكير هو أولى الخطوات نحو وضع خطط مفيدة تدفع بك نحو مستقبل مبهر وجميل ومميز، وبهذه الخطط تضع الأولويات وكيفية تحقيقها خطوة خطوة، ولكن المشكلة دوماً أن البعض يجلب ويستدعي مع عملية التفكير الهم والتوتر، ثم يتحول كل هذا لمخاوف جسيمة تؤدي لقتلنا من الداخل، فتميت أجمل ما في النفس من الإصرار والتحدي، المشكلة أن البعض منا ينسى أن الإحباط وارد والفشل وارد، تماماً كما النجاح والتفوق.

قد تمر بنا المواقف الحياتية المتنوعة بين الفرح والسعادة أو سوء الفهم والخلافات ونحوها. لنعود أنفسنا على مفاجآت وألوان الحياة المختلفة، وبما أننا نستحضر مقولات عن الحياة وألوانها، فلنقرأ ما يقال عن دروس الحياة: في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس. 

وهذه أيضاً تحمل شيئاً من الحقيقة، فنحن عندما نتخلى عن التمعن بتجاربنا وننسى تجارب الآخرين أو لا نحاول التعلم منها، سيكون الدرس قاسياً جداً، وسنكتشف جهلنا وسطحيتنا بالحياة، وستؤلمنا بعض التجارب، وهذا لب الموضوع الذي أريد الوصول له، وهو بما أننا نعيش هذه الحياة وأدركنا بعض الصعوبات وأن فيها قسوة بسبب شح تجربتنا، فلنضع خطة لكل خطوة، ولتكن موضوعية تتناسب مع قدراتك الذاتية، وإمكانياتك الشخصية، ولتكن طموحاتك معقولة لتتمكن من الإنجاز، وهذا سيمنحك فرصة للانطلاق، وزيادة الثقة بالنفس، ولكن إذا وضعت أفكاراً وطموحات صعبة ولا تتناسب مع مؤهلاتك العلمية ولا قدراتك أياً كان نوعها، فإنك ستفشل ويكون مردود هذا عليك سلبياً.

 وكما قال الفيلسوف الأمريكي جيم رون: عليك أن تتحمل مسؤوليتك الشخصية، إنك لا تستطيع تغيير الظروف، أو المواسم، أو اتجاه الريح، ولكنك تستطيع تغيير نفسك. وهذه هي القاعدة الذهبية ابدأ بنفسك واعمل على تطويرها، ولا تلتفت لما هو أكبر منك، والذي يفوق قدرتك. فلماذا لا نتسلح بالمشورة وسؤال من يكبرنا سناً؟ لنجرب ونطلب المشورة فما خاب من استشار.

Email