تجنب تكرار الأخطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميعنا نرتكب الخطأ، سواء أكان بسيطاً متواضعاً أو كبيراً، والإنسان ليس كالآلة، بل جزء منه ومن تكوينه الخطأ، إذن، المشكلة ليست في الخطأ بحد ذاته، بل في تكراره أو الإصرار عليه، وعدم الاعتراف أنه صدر منه فعل خطأ، والكثير من الحكم والأمثال، تقول إن التعلم لا يأتي بدون الخطأ، فليس من العيب أن تقع في مشكلة، ولكن العيب هو الإصرار عليه، وكما قال الحكيم الصيني الشهير كونفوشيوس: «عدم الرجوع عن الخطأ، هو خطأ أكبر».

 

انظر للأطفال في نعومة أظفارهم، كيف يتعلمون القوانين، كيف تجذبهم الأشياء، ولكنهم سرعان ما يتجنبوها، عندما تلسعهم أو تسبب لهم أذى، لأن الفطرة السليمة، هي التي تقوده نحو هذا التجنب، وعدم تكرار الخطأ.
لم يكن التنظيم وسن القوانين التي تساعد الناس في حياتهم، في أي يوم فيه سوء أو أي ضرر، بل بالعكس، دوماً تساعد القوانين على التقدم والازدهار.
أتذكر مقولة جميلة، لم أجد قائلها: «سر النجاح هو النظام، نظام صارم، يقضي على الفوضى في حياتك».

يقول الفيلسوف والحكيم الصيني الشهير كونفوشيوس: «الحجر الكريم، لا يمكن تلميعه بدون احتكاك، لا تجد من ينجح بدون محاولات منه». وهذه قد تكون حقيقة يمكن ملاحظتها والتمعن فيها، ويمكن إسقاطها على مختلف جوانب الحياة، فلا يمكن أن يظهر الوهج والتفوق والتميز، دون تعب ومشقة وألم، لأن الوصول للقمة، يتطلب عملاً، ومواصلة في بذل الجهد. أما من يعتقد أنه سيحصل على مبتغاه وما يتمناه دون بذل ودون جهد وتعب، فهو واهم. والمشكلة أن البعض قد يقعون في مثل هذا الخطأ، ولا يدركونه إلا بعد أن يحيط بهم الإخفاق والفشل. لذا، اختصر على نفسك مثل هذا المطب، ومثل هذه المعضلة، واعمل لتحقيق أمنياتك، وما يعترض طريقك، ما هي إلا علامات على نجاحك، ودلالة على السير في الطريق الصحيح.

تقول السيدة أميليا إيرهارت، والتي تعد رائدة في مجال الطيران، ومؤلفة وكاتبة: «أصعب شيء، هو اتخاذ قرار، أما بقية الأمور فلا تحتاج إلا صلابة». هذه الكلمات، توضح لنا جانباً من عملية اتخاذ القرارات في مواضيع حيوية وهامة وحساسة، حيث يصبح القرار فيها على درجة عالية من الصعوبة، وتكمن الصعوبة عند التفكير في عدم جدوى القرار أو فشله، أو تحقيقه نتيجة عكسية، أو نحوها من المخاوف، التي تجعل عملية القرار صعبة وقاسية.. في هذا السياق، فإن قراراتنا لا تعرف مرحلة عمرية محددة، أو سناً معينة، فحتى الأطفال وهم يلعبون، يتخذون قرارات قد يندمون عليها، وهو ما يعني أن عملية الندم ومحاولة التراجع، ليست حكراً أو حصراً بالكبار فقط.

Email