« CAIRO».. قصة إنتاج فيلم أمريكي - مصري

بعد وصول النجم عمر الشريف إلى العالمية وتحقيقه شهرة ونجاحات مدهشة في هوليوود في ستينيات القرن الماضي، ارتأى بعض زملائه من فناني مصر أن يقتفوا أثره، فحاولوا دون أن يحققوا نجاحاً مماثلاً لأسباب مختلفة.

كان بين هؤلاء زوجته آنذاك الفنانة الكبيرة فاتن حمامة التي ظهرت في فيلم من إنتاج أمريكي - مصري بعنوان CAIRO تم تصويره في ستوديوهات الأهرام بالقاهرة في منتصف عام 1962، وعرض في دور السينما في منتصف العام التالي.

يعد هذا الفيلم أولى محاولات فاتن حمامة ومن شاركها التمثيل من مواطنيها للوصول إلى العالمية، فالفيلم الذي أنتجته شركة «مترو غولدن ماير» من إخراج البريطاني وولف ريلا (توفي 2005) استناداً إلى رواية «غابة الأسفلت» للكاتب الأمريكي دبليو. ر. بورنيت، التي كتبها عام 1949، ثم تم تحويلها إلى فيلم يحمل العنوان ذاته في عام 1950، أعيدت كتابته بسيناريو مختلف قليلاً، فأضحى فيلماً من أفلام الجريمة تدور قصته حول الشاب «علي»، الذي تغريه عصابة دولية للاشتراك في سرقة آثار توت عنخ آمون من المتحف المصري بغية تهريبها إلى الخارج، وتحاول فتاة بسيطة تعرف عليها أن تبعده عن العصابة وعن الانغماس في السرقة والتهريب من أجل تحقيق حلم شراء مزرعة خاصة، وتتمكن العصابة فعلاً من سرقة الآثار، لكنها تفشل في عملية تهريبها، لأن أجهزة الشرطة المصرية كانت لها بالمرصاد بتعاون من الشاب الذي يحصل على مكافأة نظير خدماته فيحقق بها حلمه.

شارك فاتن حمامة التمثيل من الجانب المصري كل من: أحمد مظهر (في دور كريم)، وكمال الشناوي (في دور غطاس بك)، وشويكار (في دور ماري)، وعبدالخالق صالح (في دور لواء شرطة)، وصلاح منصور (في دور طبيب الوحدة الصحية)، فيما جسد الفنانون يوسف شعبان وعزت العلايلي وصلاح نظمي ومحمد حمدي دور ضباط شرطة ومباحث.

وخلال أحداث الفيلم تحدث بعض المشاركين المصريين باللغة الإنجليزية مباشرة، فيما تمت دبلجة أصوات ممثلين آخرين من العربية إلى الإنجليزية.

أما من الجانب الأمريكي فقد تقاسم البطولة مع فاتن حمامة الممثل البريطاني من أصول روسية جورج ساندرز (توفي 1972) في دور «ويلي»، والممثل البريطاني ريتشارد جونسون (توفي 2015) في دور «علي»، وشارك في العمل أيضاً الممثل الأسترالي/البريطاني جون ميلون (توفي 1989)، والممثل الألماني وولتر ريلا (توفي 1980)، والممثل المسرحي والتلفزيوني الأسترالي إريك بوهلمان (توفي 1979).

ونختتم بالتأكيد على أن قصة ظهور ممثلين وممثلات من مصر في الأفلام الأجنبية أو الأفلام المصرية الأجنبية المشتركة لم تبدأ من فيلم «القاهرة»، وإنما بدأت منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حينما أنتج أول فيلم مصري/أجنبي مشترك سنة 1933 مع شركة جومونت الفرنسية. والإشارة هنا إلى فيلم «ياقوت أفندي» للمخرج ويلي روزيه من بطولة نجيب الريحاني وإيمي بريفان.

بعد ذلك توالت التجارب السينمائية المشتركة مع بريطانيا (فيلم «الرمال السوداء» أو «جيريكو» في عام 1937 مثلاً)، ومع فرنسا (الفيلم الكوميدي «علي بابا والأربعين حرامي» في عام 1954، وفيلم «وداعاً بونابرت» عام 1985 مثلاً)، ومع إيطاليا (فيلم «أمينة» عام 1943 وفيلم «الصقر» عام 1950، وفيلم «ابن كليوباترا» عام 1964، مثلاً)، ومع إسبانيا (فيلم «غرام في الصحراء» عام 1959 مثلاً)، ومع اليابان (فيلم «على ضفاف النيل» عام 1963 مثلاً)، ومع الولايات المتحدة (فيلم «وادي الملوك» في عام 1954 مثلاً)، لكن جلها كان، طبقاً للكاتبة المصرية أمل الجمل في صحيفة «اليوم السابع»، محاولات فردية غير مسنودة من الدولة، فلم تحقق أهدافها.

وحينما شارك القطاع العام في عام 1963 عبر شركة «كوبرو فيلم» في إنتاج عدد من الأفلام المشتركة كان الفشل التجاري من نصيبها.

 

الأكثر مشاركة