أرض واحدة وخطر واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه العالم حقيقة مُرة، هي أن خطر تغير المناخ يمس الكل دون استثناء، حتى لو تم تحقيق نسبة من أهداف اتفاق باريس، المتمثلة في إبقاء الاحترار العالمي هذا القرن، إلى أقل من درجتين مئويتين، والسعي إلى هدف 1.5 درجة مئوية، إذ إن الإجراءات المتخذة بخصوص التغير المناخي حتى الآن، غير كافية تماماً، حيث إن تعهدات الدول المتقدمة بتمويل مشروعات المناخ في البلدان النامية، لم تصل بعد للمستوى المطلوب للتكيف مع تغيّر المناخ، والتحوّل إلى الطاقة المتجددة. كما أن النشاط البشري الضار على الطبيعة، من خلال الاستهلاك المكثّف للوقود بأنواعه، والتمدد الحضري، وإزالة الغابات، قد يؤدي إلى تشويه الأرض بشكل لا يمكن إصلاحه، ما لم يتم تغيير السلوك، من أجل حماية البيئة، والتعايش في وئام مع الطبيعة، لحماية مستقبل البشرية من هذا الخطر الحقيقي.

وللأسف، لم يتم إحداث تغييرات على السياسات والخيارات نحو أنماط حياة أنظف، حيث إن مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان -وهما أهم غازات الاحتباس الحراري- واصلت ارتفاعها خلال العام الماضي، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي الحاد الناجم عن جائحة «كورونا». علماً بأن التعرض لتلوث الهواء، يوقع 7 ملايين حالة وفاة في العالم كل عام، ويكبد خسائر تشكل خَصماً من رفاه الإنسانية، تقدر بـ 5.11 تريليونات دولار، لذلك، فمن الضروري التأكيد أن تغير المناخ لن ينتظر، ويجب العمل حتى يتمكن الجميع إعادة البناء بشكل أفضل، وتحقيق الحياد الكربوني، فعلى الجميع، بمفهوم مجتمع، ومصير مشترك للبشرية، واعتبار قضية المناخ تحدياً مشتركاً يواجه العالم.

وغني عن القول، إن اعتماد نهج شامل ومتكامل لإصلاح ما خلفه الاستخدام المفرط للموارد البيئية، والعمل الجاد والمستدام للحفاظ على البيئة، ومواجهة هذه الأزمات، من شأنه إزالة الضرر الجسيم على بيئتنا، والحرص على العمل بصيغة توازن بين الحاجة لتقنيات نظيفة، وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة، ورفع المستوى المعيشي.

Email