تركوك وحيداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

السيد الرئيس الأوكراني زيلينسكي..

لا تتحسر على ما ضاع، وحاول أن تتدارك ما تبقى، اركب طائرتك، واذهب إلى موسكو أو «مينسك»، شعبك يحتاج إلى قرار شجاع للحفاظ على وطنه، ولا تنتظر، فلن تمد إليك يد الذين وعدوك.

فهم معتادون على النسيان والتجاهل والتبرير، اذهب واسأل بوتين عن الذي يريده، وفاوضه، ولن تعود من عنده مخذولاً!

«تركوك وحيداً»، جملة من كلمتين تستحق أن تردد على المسامع وتحفظ، لأنها ناقوس خطر تدقه وأصابعك تحترق، مع عاصمتك وأطرافها وجزرها وبنيتها التحتية، قلتها وأنت تشاهد أعمدة الدخان تتصاعد في سماء أوكرانيا كلها، وجحافل جيوش تتقدم على كل الخطوط وأنت لا حول ولا قوة لك في مواجهتها.

تركوك وحيداً لأنك استندت إلى جدار متصدع، وكنت تعلم أن الحجارة إذا تساقطت على رأسك فسيكون ذلك الجدار الهش المتداعي مصدرها، لأن أوروبا لن تأخذ منك مقابلاً لخدمتها المتوقعة، تركتك لتواجه مصيرك، قوتها لها وليس لمن يحسبون أصدقاءها، وهي تتبع ولا تردع، تتبع الدولة الأقوى والأعظم، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي فقط من يملك حق التحرك والتصرف والردع، وللأسف، هي تعيش عصر التردد والترفع على الأصدقاء!

تركوك وحيداً لأنك لم تتعلم من دروس أفغانستان، رغم أن أشهراً قليلة تفصلنا عن سقوطها، ليس لأن حركة طالبان انتصرت، بل لأن الأمريكان ومن خلفهم الناتو ودول أوروبا وحلفاؤها قرروا الانسحاب، وتركوا «عبدالغني» والدولة التي جاءت بعد غزوهم إلى مصيرهم، من ذلك الدرس كان عليك أن تتعلم وتستفيد، وكانوا في كل يوم تقريباً من أيام الأزمة يرددون أنهم لن يرسلوا جنوداً للدفاع عن أوكرانيا ونظامها الديمقراطي الذي أوصلك إلى سدة الرئاسة، ومن مثل هؤلاء كان عليك أن تحذر وتفكر وتنظر إلى الحقيقة، وهي حقيقة واقعية وإن كانت صادمة، فالمواجهة ستكون بينك وبين ترسانة روسيا التي تركوك وحيداً لتحترق بنيرانها.

السيد الرئيس زيلينسكي ما داموا قد تركوك وحيداً اذهب إلى موسكو وحيداً أيضاً، لتنقذ ما يمكن إنقاذه، ولا تنتظر نهاية مأساوية لوطنك وشعبك.

كاتب إماراتي

Email