حيّاكمـ

إكسبو وصحة الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثـل النظم والأنماط الغذائية عوامل أساسية وحاسمة للتغذية والصحة باعتبارهما صلـة الوصـل بين الاسـتدامة البيئية وصحة الإنسـان، ويتطلب التحول المستدام للنظام الغذائي فهماً لقضايا الأمن الغذائي العالمي فضلاً عن ابتكارات للحلول السياقية الإبداعية بما يكفي لربط مختلف أهداف التنمية المستدامة معًا، وهناك جهود عالمية للتحول إلى نُظم غذائية مستدامة، تُسهم في الحفاظ على الاستقرار الغذائي ومواجهة الأزمات والتحديات، التي تهدد الأمن الغذائي في العالم، وقد أطلقت الإمارات خلال فعاليات إكسبو دبي حملة توعية مجتمعية حول النظم الغذائية الصحية والمستدامة تحت شعار «الغذاء من أجل الحياة» من أجل دمج السياسات الغذائية الصحية مع البيئة بما يضمن إتاحة وصول عالمي أكثر إنصافاً للأطعمة المغذية والحد من فقدان الأغذية وهدرها وتعظيم القيمة الغذائية للمنتجات العضوية.

إن استدامة النظم الغذائية تتجاوز التغذية والبيئة بحيث تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا شك في أن هناك حاجة ملحة إلى تحولات كبيرة في النظم والسلوكيات الغذائية لضمان الأمن الغذائي المستدامة بالاعتماد على الابتكار الزراعي حيث إن بناء نظم غذائية مستدامة وأنماط التغذية الصحية نقطة العبور إلى مستقبل أمن للأجيال المقبلة لكن التكنولوجيا وحدها لا يمكنها تحقيق التحول المطلوب. بل يتطلب ذلك تغييراً كبيراً في العادات الغذائية وضمان حصول الجميع على ما يكفي من الغذاء المغذي والصحي بأسعار معقولة.

للأسف لا يزال ينقص الكثير من المنظمات المجتمعية، المعرفة القوية بالاستدامة في الغذاء، لذلك حان الوقت لبعث الاقتصاد الأخضر والعمل على حماية الموارد الطبيعية التي تمدنا بالغذاء. ويجب أيضاً أن تأخد التغييرات في النظم الغذائية في الاعتبار آثار تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والاعتبارات الصحية لزيادة قدرة الأمن الغذائي على الصمود، وإذا ما أردنا تحقيق أنظمة غذائية تحمي الطبيعة، فإننا نحتاج إلى مستوى غير مسبوق من التعاون من أجل التحول العاجل إلى أنظمة غذائية مستدامة، أما اذا فشلنا فسيكون لذلك آثار مدمرة على صحتنا وصحة كوكبنا.

Email