شبابُ الإمارات.. هِمَمٌ تُعانق القِمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بزوغِ فجر هذه الدولة قبل أكثر من خمسين عاماً وهي تقوم على نموذج نادر من التعاون والتعاضد الذي يصل إلى حدّ الإيثار، وهو النموذج الذي رسّخه الباني الأول طيب الذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيب الله ثراه، وها نحن ما زلنا نسير في النهج نفسه الذي عاد على هذا الوطن بكل خير وبركة وازدهار، وها هي مواكب الشباب الإماراتي الطالع إلى الحياة مثل الزهر النضير تقفُ بين فارسيْ الوطن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، احتفاء بالجهود الثمينة التي بذلها شباب الوطن في علوم الفضاء وهندسة الطيران، وتنويهاً بالمنجز الضخم والنتائج الثمينة الباهرة التي أنجزها مسبار الأمل، الذي مضى عام كامل على دخوله في مدار المريخ بتاريخ 9/ 2/ 2021، مرسّخاً بذلك الرغبة الجازمة لدى القيادة والشعب في أن تكون الإمارات وُجهة عالمية للعلوم والتكنولوجيا.

وتعبيراً عن هذا المنجز التاريخي، وتقديراً للجهود الرائعة التي بذلها شباب الوطن، نشر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد على حسابه في إنستغرام حديثاً مُفعماً بالحب والفخر والتصميم على مواصلة المسيرة، لينطلق من الجهة المقابلة صوت صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد ليعبّر عن حفاوته الصادقة بهذه النخبة المميزة من شباب الوطن الذين هم قُرة عين الوطن وقادته الأوفياء للأرض والإنسان.

«فيه أناس عندها الهِمم اللي تنال القِمم وتعانق الأجواء، هذول هم الشباب، شبابنا هذول هم أمل شباب العرب والمسلمين» بكل هذا الوضوح المعطّر بعطر الفخر يفتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد حديثه الثمين عن هذه اللحظة التاريخية في مسيرة الدولة، مؤكداً على تفرّد النموذج الإماراتي من جيل الشباب الذين لا يقف بهم الطموح عند حدّ، بل يبحثون دائماً عن القمم التي تليق بهم، وترتفع بهم العزيمة حتى يعانقوا الأجواء العالية في كبد السماء، فهؤلاء بحسب نظر صاحب السموّ هم الشباب الذين يرتفع بهم عقال الرأس، ويزدهي بهم الوطن بين الأمم، وهم معقِد الرجاء وذخيرة المستقبل، وهم النموذج والقدوة لجميع شباب العرب والمسلمين الذين قعدت بهم الظروف والحظوظ فلم يحققوا ذواتهم المبدعة، ولم يُتَحْ لهم ما أتيح لشباب الإمارات من الرعاية المباشرة الحثيثة من لدن القيادة التي تحمل هَمّ التقدم، وتصمم على الانتقال من طور الحاجة للآخرين إلى طور الإنتاج في مسار العلم والمعرفة ولا سيّما في مسار علوم الفضاء وهندسة الطيران التي يُراد لها أن تظل حِكراً على بعض الأمم والشعوب، فلم يُخيّب شباب الوطن للقادة ظنّاً وحلّقوا كالصقور الجارحة في سماء العلم والمعرفة، وأبدعوا وأثبتوا قدرة الإنسان العربي المسلم على خوض هذه المعتركات التي تفرد بها الغرب والشرق حيناً من الدهر كُنا فيه من الغافلين اللاهين.

وتأكيداً على الهمم العالية للشباب ارتفع صوت صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد ليعبّر عن فخره بجميع الشباب الإماراتي، وليتيح الفرصة لكل من يحمل شهادة الماجستير في علوم الهندسة والطيران وعلوم الفضاء وهندسة الطيران ليكونوا جنوداً للمستقبل القادم، فالإمارات ومنذ نشأتها تعلم أن الاستثمار الصحيح هو الاستثمار في الإنسان، ومن هنا جاء تأكيد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد لهذه الحقيقة العميقة التجذر في فكر الدولة، حين قال: «سألني واحد وقال: كم الكلفة لهذا المشروع؟ فقلت له: هذا استثمار وليس كلفة»، ليكون هذا الجواب الواضح هو التعبير الأرقى عن وعي قادة الوطن بقيمة شباب الوطن الذين هم وبحسب عبارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد «ولكن أكبر إنجاز حققته دولة الإمارات، واتحاد دولة الإمارات الشباب، هذا الشباب هو المستقبل، هو اللي بيأخذ بزمام الأمور في المستقبل»، لتكون هذه العبارة قاطعة الدلالة على المنزلة الرفيعة التي يتبوّأها شباب الوطن في قلب قادة الوطن، فهم عُدة الوطن وهم ذخيرته وهم صانعو مستقبله، وكل وطن بلا شباب فلا مستقبل له، وحين تنفق دولة الإمارات بهذا السخاء على صناعة جيل الشباب القيادي المتنوّر المتبصر الجريء المقدام فهي تضع أموالها في المكان الصحيح، وإنما الضياع كل الضياع هو ذهاب الأموال هدراً دون أن تكون موظفة في تأهيل الإنسان، واستخراج طاقاته المبدعة التي تعود على الوطن وأهله بكل النفع والخير والاستقرار.

وبصوت واثق جليل اختتم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد هذه الحفاوة بالشباب الإماراتي بكلمات نابعة من أعماق القلب يلوح عليها صادق التأثر حين قال لهم: «لو كان أبوكم زايد اليوم موجوداً، يكون جدّاً فخوراً»، لتكون هذه الكلمات تأكيداً على تواصل المسيرة الرشيدة لهذا الوطن الذي رسّخ معالم مسيرته نحو العُلا قادة الوطن الكبار الذين عرفوا قيمة شباب الوطن، ووجّهوا طاقاتهم نحو معركة بناء الوطن التي يسميها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد المعركة الكبرى للإنسان، ولتظل الإمارات محفوفة بعين الرعاية، وليظل الإنسان الإماراتي ذلك الإنسان النشيط العاشق للمغامرة ومعانقة السماء والسعي نحو القمم في مسيرة لا تعرف التردد ولا النكوص ولا المستحيل.

قبل 572 يوماً كانت انطلاقة مسبار الأمل نحو المريخ كإنجاز فريد للإمارات دخلت به نادي الدول الفضائية، وقبل عام واحد دخل هذا المسبار مدار المريخ ودار حوله 170 دورة كانت كفيلة بتحقيق النتائج العلمية المدهشة التي تجلّت على شكل الآلاف من الملاحظات العلمية الدقيقة والبيانات العلمية التي تكتشف لأول مرة والتي وصل حجمها المذهل إلى 312 جيجا بايت من المعلومات التي ستفيد البشرية بكل تأكيد، لتكون الخاتمة ممهورة بتوقيع صاحب السموّ والتي تجلت بهذه المحبة الفريدة لأبناء الوطن حين قال لهم: «شكراً فريق عملي، شكراً شباب الوطن» ليردّد الوطن كله: «شكراً بوراشد، وشكراً بوخالد، بكما يزهو الوطن، ويتقدّم الإنسان، وتظلّ الإمارات في الطليعة، شكراً لكما».

 

Email