الدولة الاستثنائية.. عام من التفوق والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

على المعهود من سيرته الجميلة في سياسة الدولة، والارتقاء بالروح الوطنية، وعلى مشارف النهاية لهذا العام الحافل بالتحديات والإنجازات، نشر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، على حسابيْه في تويتر وإنستغرام تدوينة ثمينة كانت هي خلاصة العام بكل ما حفل به من ملامح التميز والإبداع في مسيرة الدولة، حيث ترأس صاحب السموّ الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في هذا العام بانتظار إطلالة العام القادم، فكتب هذه التدوينة البديعة التي تُرسّخ رؤية الدولة في مسيرتها التنموية المتميزة على المستوى العالمي، مؤكّداً سموّه جملة من ملامح التفوق الإداري الذي حققت به دولة الإمارات العربية المتحدة هذه المكانة الفريدة بين الدول على المستويين العالمي والإقليمي.

«ترأستُ اليومَ الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في 2021 استعرضنا خلاله أعمالنا خلال العام.

ما حدث كان مُذهلاً»؛ بهذه العبارة المفعمة بروح الأمل والتفاؤل والتشويق افتتح صاحب السموّ هذه التدوينة المؤثّرة التي تحمل مشاعر الوفاء للعام الماضي، وتستلهم مشاعر التفاؤل بالعام القادم حيث ترأس صاحب السموّ الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في هذا العام، وتفحّص بمعيّة المجلس جوهر الإنجازات التي حفلت بها مسيرة الدولة في العام الماضي ليكون التقييم الحاسم الجازم لذلك كله ملخّصاً بعبارة صاحب السموّ القوية: «كان مُذهلاً» وهي عبارة تعني الكثير حين ينطقها قائد متمرّس لا يرضى بأي مستوى من الإنجاز، بل تقوم رؤيته وخُططه وطبيعة تفكيره على الإنجاز المتميز جدّاً الذي يجعل من العمل الإماراتي نموذجاً وقدوة للآخرين، فالأفق الذي يرنو إليه صاحب السموّ دائماً هو أفق التميز، والنماذج التي يُقارن بها الإمارات هي النماذج المتفردة داخل التجربة الإنسانية، وهذا هو المحرّك الأساسي في مسيرة الدولة نحو التميز والإنجاز الذي تتفوق به على الآخرين.

«أكبر تغيير تشريعي في تاريخ الدولة عبر صياغة وتحديث 50 قانوناً في كافة المجالات، جوازنا الأقوى عالمياً، دولتنا الآمَنُ عالمياً، ثقة الشعب بالحكومة الأعلى بين حكومات العالم» في هذه الفقرة من التدوين يفصّل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد ما كان قد أجمله في مطلع التدوينة، فالإثبات يكون دائماً في التفاصيل حيث ينوّه صاحب السموّ بالإنجاز التشريعي الأكبر في مسيرة الدولة والذي تمثّل في حزمة ضخمة من التشريعات بلغت خمسين قانوناً صياغةً وتحديثاً، ونحن حين نقول كلمة «قانون» فإنّ لها المغزى العميق، فالقوانين من طبيعتها الرسوخ والثبات الذي قد يُفضي بها إلى الجمود، ولا تجرؤ الدولة على تحديث قوانينها إلا ضمن ظروف ومعطيات غاية في الأهمية، فتحديث القوانين، وسَنّ الجديد منها هو إحدى أمارات العافية التشريعية الدالة على حيوية الدولة وازدياد وتيرة التقدم في مسيرة التنمية.

ثم يسلط صاحب السموّ الضوء الكاشف على ثلاثة من مظاهر القوّة الحضارية لدولة الإمارات والتي تتمثل في قوة الجواز الإماراتي على المستوى العالمي حيث يحقق المركز الأول، وهذه إشارة بالغة الأهمية إلى المركز الحضاري المتقدم في سلّم الدول في هذا المجال، وهو كسبٌ حضاري يزيد الثقة بالدولة، فإذا أضيف إليه تميز الإمارات بحالة أمنية فريدة تتفوق بها على جميع دول العالم حيث يستطيع أي مواطن: رجلاً كان أو امرأة، طفلاً كان أو كبيراً، مواطناً كان أو وافداً، أن يتجوّل في جميع شوارع الإمارات في غسق الليل حيث لا يتعرض لأي شيء يمكن أن ينغّص عليه شعوره العميق بالأمن والسلامة، وهو المطلب الذي تبحث عنه الدول المتقدمة ولا تكاد تظفر به إلا في نادر الأحيان، ليجتمع من هذين الملمحين الحضاريين حالة فريدة من الثقة المتينة بين الشعب والحكومة، لتحقق الإمارات المركز الأول على مستوى العالم من حيث الثقة بين الشعب والحكومة.

وتزداد نبرة الفخر بروزاً في هذه التدوينة الثمينة من كلام صاحب السموّ حيث يلقي مزيداً من الضوء على إنجازات الإمارات في العام المنصرم: «في عام 2021 عملت آلاف الفرق لترسيخ تفوّق الإمارات.

دولتنا الأولى عالمياً في 152 مؤشراً تنموياً واقتصادياً، اقتصادنا الأكثر استقطاباً للاستثمارات الخارجية إقليمياً، والأول عالمياً في استقطاب المواهب، والأعلى دولياً في استقطاب السياح بعد الجائحة»، وعلى المعهود من تفكير صاحب السموّ، فهو دائم التركيز على فكرة فرق العمل، وأنّ هذه الإنجازات بقدر ما ترتبط بالقائد الجسور بقدر ما ترتبط أيضاً بفريق العمل الذي يقوم على تنفيذ هذه الرؤى والأفكار الطموحة، وكأنّ صاحب السموّ يريد أن يؤكّد عمق هذه العلاقة بين القائد وفريق عمله في مسيرة الإنجاز حيث نوّه صاحب السموّ بالجهد الكبير الذي بذلته آلاف فرق العمل في سبيل ترسيخ فكرة التفوق الإماراتي على المستويين الإقليمي والدولي، وقد تجلّى ذلك واضحاً في مجموعة ضخمة من المؤشرات التي تؤكد سلامة المسيرة وقوتها، حيث تحتلّ الإمارات المرتبة الأولى في مئة واثنين وخمسين مؤشّراً اقتصادياً وتنموياً على مستوى العالم، وهذا إنجاز تتفوق به على كثير من الدول التي تتفوق علينا في القدرات والإمكانيات لكن سلامة التخطيط، وقوة العزيمة، والطموح الذي لا حدود له هي وراء كل هذه النجاحات التي تستحقها الإمارات، حيث أسهم ذلك في أن يكون اقتصادها هو الأكثر استقطاباً للاستثمارات الخارجية على المستوى الإقليمي.

والأولّ عالمياً في استقطاب المواهب، والأعلى دولياً في جذب السياح ولا سيما بعد جائحة كورونا التي أصابت كثيراً من دول العالم بالشلل، وألحقت كثيراً من الضرر بصناعة السياحة، لكنّ دولة الإمارات ظلت في خندق المواجهة، وأنجزت أضخم أحداثها من خلال معرض إكسبو دبي 2020 الذي جاء تتويجاً لسعيها الحثيث في المواجهة والتجاوز والتحدي.

«في 2021 تصنيفنا السيادي المالي الأعلى في المنطقة، ونحن الأعلى أيضاً في سيادة القانون، وفي مؤشرات الشفافية في المنطقة، وتعليمنا الأفضل عربياً في العلوم والرياضيات، وحكومتنا الثانية عالمياً في التكيف مع المتغيرات، وقد كنا الأكثر تكيّفاً اقتصادياً وصحياً مع أكبر جائحة عالمية»، ومع مزيد من مظاهر التفوق التي أنجزتها الإمارات في العام الماضي يواصل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد إلقاء الضوء الكاشف على ملامح التفوق في مسيرة الدولة، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى والأعلى في التصنيف السيادي المالي على المستوى الإقليمي، مع موازاة رائعة للتفوق القانوني حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى في سيادة القانون ليكون التميز القانوني هو السبيل الطبيعي للتفوق في مؤشرات الشفافية التي هي جوهر القانون وروحه العميقة، لينوّه صاحب السموّ بإنجاز عميق التأثير في الحاضر والمستقبل وهو التفوق في المناهج التعليمية ولا سيما في العلوم والرياضيات اللذين هما روح العصر وأعظم تجليات العبقرية الإنسانية فيه، مؤكداً سموّه المرتبة المتقدمة لحكومة الإمارات في التكيف مع المتغيرات حيث احتلت المرتبة الثانية عالمياً مما يدلّ على الروح الحيوية للدولة، وهو ما سيتجلى واضحاً مع المركز المتقدم الذي حققته الدولة في التكيف الاقتصادي والصحي مع جائحة كورونا التي ألقت بظلالها الكثيفة على المشهد الإنساني، وأصابته بغير قليل من مظاهر الخلل والعطب.

ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة المفعمة بروح الأمل والتفاؤل والإشراق والمضيئة هي بنفسها ولا تحتاج إلى أية إضاءة من كلام صاحب السموّ حيث يقول: «لقد مرّ 2021 على دولتنا وحكومتنا جميلاً سريعاً مليئاً بالعمل والإنجاز والتغلب على التحديات.

وتوقعاتي الشخصية بأن يكون 2022 أفضل وأجمل وأعظم بكوادرنا وبشبابنا وشاباتنا وبعزيمتنا كدولة تدخل الخمسين الجديدة بكل ثقة واستعداد... حفظ الله دولة الإمارات وشعب الإمارات».

 

Email