أفضل سينما في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يقال بأن القراءة رياضة ذهنية وكنز معرفي، فإن هذا القول لا تجانبه الحقيقة، فعند القراءة، يقوم العقل بتصوير كل ما تقوم بقراءته ويتخيله، ومع أنك تواصل القراءة، إلا أن عقلك يقوم بربط الأحداث، ويصنع منها سلسة من الصور، حيث إنك تقوم بالقراءة، وعقلك يقوم بالتخيل، وإنتاج المزيد من الأشكال، فالعقل يعمل على تبسيط تلك الكلمات، وتخزينها في عقلك الباطن، وهذا الجانب، أشار له المخرج الإنجليزي وصانع الأفلام، ريدلي سكوت، حيث قال: الدماغ هو أفضل سينما في العالم، ستعرف ذلك عند قراءة كتاب جيد. 

وتنشط القراءة العقل، وتجعله في حالة من الحركة والعمل المستمر، لذا، من البديهي أن يشعر البعض عند القراءة بالملل، أو أنه لم يعد يستطيع مواصلة القراءة، فيضع الكتاب جانباً، وهذه الحالة، لعلها تعود لسبب أن العقل متعب، أو شعر بالإعياء، بسبب الحركة الذهنية الكبيرة التي يقوم بها خلال القراءة. لذا، تعتبر القراءة رياضة ذهنية لا تقدر بثمن، ورغم أن هناك دافعاً آخر نحو القراءة، وفائدة ثمينة لا تقل حيوية، وهي المعرفة التي نكتسبها، والمعلومات التي نحصل عليها، وهو ما يعزز خبراتنا الحياتية، ويزيد من مهاراتنا وعلمنا. ولذا، يتم اختصار واختزال هذا المفهوم، عندما يقال بأن القراءة غذاء العقل. ومع هذه الأهمية العظيمة الواضحة، فإن القراءة ليست ملازمة للكثير من الناس، أو ليست محمل ترحيب من الجميع، هي ليست منتشرة بالشكل الذي يتواكب مع هذه الأهمية، ما يمر بك على هاتفك الجوال من كلمات ومعلومات، لا تعتبر قراءة مفيدة، ولا تعتبر مصدراً للمعرفة، ولا تعتبر خبرات يستفاد منها، ما يمر بك صور وأخبار ومعلومات هامشية، قد تشبع الفضول السطحي، لكنها لا تعطيك الخبرة والمهارة والمعلومة التي تحتاجها في مدرستك أو جامعتك، أو مقر عملك، أو في مختلف تفاصيل حياتك. لذا، يجب فهم القراءة، وفهم أثرها البالغ الكبير في رفاهنا وسعادتنا.

Email