نزهة في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتطوع شقيقتي للعمل في معرض إكسبو 2020 دبي، وهي واحدة من آلاف من الفتيات والشباب الذين يعملون بجد وحيوية ونشاط، في مختلف أرجاء هذه الفعالية العالمية، سألتها أن تصف لي «إكسبو» بكلمة موجزة، فأعجبتني كلماتها، لدقتها وشموليتها، حيث قالت: «إكسبو عبارة عن نزهة في العالم»، والحقيقة أن كل مَن عمل في إكسبو، بصفته الرسمية أو التطوعية، ستجد لديه حماساً كبيراً وشغفاً، وأيضاً وعياً واسعاً لما يعنيه هذا الحدث العالمي، من معارف متنوعة، ونشاطات اجتماعية وترفيهية، وقيمة حضارية، قل مثيلها في مكان واحد.

أما مقولة إكسبو نزهة في العالم، فلها الكثير من الدقة، لأنك أمام 192 جناحاً من مختلف الدول، وهذه الأجنحة لم توجد لعرض جوانب اقتصادية أو استثمارية وحسب، بل إنها وُجدت من أجل تقديم الثقافة والمعرفة والعادات والمبادئ والتقاليد، وبمجرد أن تزور جناح هذا البلد أو ذاك، فأنت أمام حصيلة معرفية محملة بالمعلومات المباشرة المختصرة، وهي معلومات مباشرة ومفيدة، ولو كتب لك وقمت برحلة سياحية لذلك البلد، قد لا تجد وتحصل على نفس المعلومات وغزارتها ودقتها، مثلما ستجدها في إكسبو 2020 دبي، في مكان محدد، وحيز جغرافي.

كل دولة جمعت نجاحاتها وإرثها، وأهم منتجاتها وصناعاتها، وأهم خصالها ووهجها الحضاري، وشاركت فيه، وعند زيارتك لها، تكتشفها، وتتعرف إلى مجمل هذه الحصيلة من الإنتاج البشري، سواء خلال تاريخها في عهده القديم، أو خلال العصر الحديث، بل حتى تطلعاتها وخططها للمستقبل، ستجدها ماثلة بدقة، ويتم عرضها وفق أحدث التقنيات.

لذا، يصح القول بأن ما في إكسبو، حصيلة معلوماتية، تتجاوز الزيارة الفعلية للبلد نفسه، والتي قد تكون تلك المعلومات موزعة بين المتاحف والمراكز المتخصصة، والمدن والأقسام العلمية ونحوها. هنا، في إكسبو، ستسمع حتى اللهجات والعادات والتقاليد العريقة. نعم إكسبو 2020 دبي نزهة في العالم، نزهة علمية معرفية ثقافية حضارية، نزهة لن تتكرر، وفرصة لن تُعوَض.

 

Email