يوم الشهيد.. رمز للفخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تقوم الحضارات على المثاليات والكلمات الرنانة، ولا تنهض الأمم بالشعارات الجوفاء التي لا أساس لها على أرض الواقع، بل تتميز الحضارات وتتفوق ويتم إعمارها بما يقدمه الأبناء من تضحيات ومواقف بطولية مميزة، تدفع الأمم لمواصلة المسيرة وتغذي الأجيال بالقدوة الحسنة والمثال الصارم القوي المميز، لتواصل الركض في الركب العالمي بتفوق ونجاح. شهداؤنا هم الأيقونة التي نتغنى ونضرب بها الأمثال في الوطنية وحب تراب هذه البلاد العظيمة، شهداؤنا منحونا العزة والكرامة وقدموا النفس رخيصة لأجل أن تبقى هذه الأمة كريمة قوية متماسكة.

في هذا اليوم تمر بنا ذكرى يوم الشهيد، وهي ذكرى أعتبرها محطة نستذكر فيها التضحيات الجسيمة والكبيرة التي قدمها أبناء وطننا الغالي من أجل تراب وقيم ورفعة هذا الوطن.

هذا اليوم، ليس مناسبة عابرة تنتهي بانتهاء اليوم، بل هي حدث مستمر في عالم التميز والرقي، يذكرنا بما علينا فعله من أجل وطننا الغالي، هذه البطولات العظيمة، والتضحيات الغالية، تمنحنا فرصة قل مثيلها لمعرفة ما الذي علينا فعله وما الذي ينتظره الوطن منا، وفي هذه المناسبة فرصة حقيقة لاستلهام هذه التضحيات والتوقف عندها والتزود منها بذخيرة وعتاد للمستقبل الواعد.. لأنك لن تجد أعظم وأثمن من تضحية قدم خلالها الإنسان روحه فداءً للواجب وللوطن وقيمه الإسلامية ومبادئه العربية الأصيلة التي تحث على مساعدة الضعيف والوقوف مع الحقوق.

يوم الشهيد، محطة نتزود خلالها بمآثر أبطالنا الذين ذهبوا لساحات الوغى بشجاعة وتضحية وقلوب كلها سعادة وفرحة واستبشار بما عند الله من رفعة وخير عميم.

وتبقى التضحية بالروح أغلى وأثمن ما يقدمه الإنسان، وأثبت أبناء الإمارات أنهم أهل الشجاعة والتضحية والفداء، ليبقى وطنهم فخوراً بهم وتبقى تضحياتهم أيقونة لا تتوقف في مسيرتنا المظفرة نحو التطور والبناء الحضاري.

وعندما أقول بأن الأوطان العظيمة تقدم شهداءها في مسيرة الرقي والتطور والتقدم، فلأن التاريخ علمنا أنه لا يحمي مقدراتك ولا منجزاتك إلا أبناؤك، فهم السياج والحامي بعد الله، كلنا فخر واعتزاز بشهدائنا وسيظلون دوماً وأبداً في ذاكرتنا جيلاً بعد جيل، وستخلدهم صفحات أمجاد الوطن، قال جل في علاه: «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».

Email