الكتاب العربي نحو العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دون أدنى شك أن صناعة الكتاب، تواجه في عالمنا العربي تحديات كبيرة ومتنوعة، بدءاً من كتابة النص وتجهيزه مروراً بالإخراج ثم الطباعة، كما يعاني الناشر صعوبات عدة تتعلق بالشحن ومرونة تنقل الكتب بين الأقطار العربية وسرعة مرورها، وهو ما يعني المرونة في المشاركة في كل معرض من معارض الكتب، وما يواجه الكتاب العربي من تحديات، موضوع يتكرر طرحه سواء من المؤلفين أم الناشرين أم الموزعين، وكل من يتقاطع مع هذه الصناعة المعرفية الثقافية.

ودون شك أن هناك تبايناً واضحاً في مستويات ما ينتج، تبعاً للظروف التي تحيط بهذه الصناعة في كل بلد، فالعالم العربي متنوع وتتباين الظروف المعيشية والاقتصادية والتنموية بين بلد وآخر، وتبعاً لهذه الحالة تختلف درجات الرفاه ومستوى الجودة في مختلف جوانب هذه الحياة، وتتأثر صناعة مثل صناعة الكتاب، بهذا التذبذب.

ولكن الكتاب العربي بصفة عامة، يحتاج للدعم والتشجيع، ومن هنا جاءت المنحة الكريمة التي وجه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص مبلغ 4.5 ملايين درهم، لاقتناء أحدث الإصدارات والكتب من دور النشر المشاركة في الدورة الـ 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.

دون شك أن هذه اللفتة الكريمة فيها دعم لدور النشر المشاركة، والأهم أنها تشجع لتقديم المنجزات الأفضل والأكثر إبداعاً وتميزاً، فهذا الدعم موجه لجميع دور النشر المشاركة في المعرض، والتي بلغ عددها نحو 1632 ناشراً، من 83 دولة من مختلف أرجاء العالم، مثل هذه المبادرة الكريمة، تعطي زخماً وتقدماً ومكاسب لدور النشر، وتساعدهم على مواصلة العمل ومواجهة التحديات.

 الجانب الآخر تستهدف هذه المبادرة، تغذية المكتبات العامة، بالمنجزات الأدبية والعلمية الجديدة، في عملية تحديث للكنوز المعرفية والثقافية من مختلف الدول العالم. وبمثل هذه اللفتة، وبمثل هذا الدعم تحقق ثقافتنا التطور المأمول ويتغلب صنّاع الكتاب على الصعاب والمعوقات، ويقدمون المزيد من الجهد والعمل نحو كتاب عربي عالمي.

 

Email